زوبعة جديدة في الفايس بوك. السبب، هذه المرة، إعلان نجاح سمية ابن كيران، نجلة رئيس الحكومة، في مباراة توظيف في الأمانة العامة للحكومة. خصوم ابن كيران رأوا في الأمر، دون تريث في القراءة وفي الاستنتاح وفي الحكم وفي الوصول إلى الخلاصات، استغلالا لنفوذ ابن كيران. بهذا المنطق، فقط لأنها ابنة رئيس الحكومة المفروض أن تظل عاطلة عن العمل مدى حياتها، تدفع ثمن حملها لاسم عائلي هو ابن كيران. إنه المنطق المريض الذي يستشري في المغرب. السيدة حاملة لمؤهل علمي. عاطلة منذ سنوات. اجتازت مباراة توظيف. نجحت. نشر اسمها في لائحة الناجحين. أين المشكل إذن؟ نعرف أن الريع الحزبي ينخر المغرب منذ سنوات. ونعرف أن الآلاف من التوظيفات تمت تحت يافطة الولاء الحزبي منذ الاستقلال. ربما لهذا السبب لا يصدق البعض أن ابنة رئيس الحكومة يمكن أن تحصل على وظيفة عن طريق مباراة ودون تدخل من والدها. لمن يعرف ابن كيران، ولو قليلا، سيعرف أن الرجل، شئنا أم أبينا، فيه من الزهد ما ليس في الآخرين. ومن يعرفه، ولو قليلا، يعرف، حد اليقين، أنه لن يتوسط لقريب للحصول على وظيفة. بإمكان الرجل أن يطلب توظيفها في أي مؤسسة خاصة لو شاء، وسيكون له ما شاء، لكنه لم يفعل. لهذا، فهذه الزوبعة ليست غير رصاصة أخرى فارغة توجه نحو الرجل من طرف خصومه. أمامنا الكثير من الأشياء الممكن مؤاخذة رئيس الحكومة عليها، إلا نظافة اليد. فيما نراه على الأقل. ولمن يقولون العكس، هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.