هكذا وصف في اكثر من مناسبة القيادي محمد يتيم الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بعض المركزيات النقابية والحركات الاحتجاجية التي دعت اليها خلال السنين الاخيرتين وبرر عدم انخراط نقابته فيها ؟ وعلى الرغم من ان واجب التحفظ النقابي املى ربما على الزعيم النقابي الذي ترك قيادة قيادة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب التلميح اكثر من التصريح ، ثم لان موقعه القيادي في حزب العدالة والتنمية يضاعف من حرجه ويملي عليه ان يحافظ على شعرة معاوية مع النقابات كما يفعل ابن كيران الذي مافتىء يغازل الميلودي مخاريق ويذكره في كل مناسبة عندما يتحدث عن التعسف الذي يتعرض له منخرطو الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الذين لم يبلغوا الحد الأدنى من الايام المصرح بها لدى الصندوق كأيام عمل ، وان من لفت نظره الى ذلك هو الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل ، وكان السيد الميلودي ونقابته لم يكونوا في يوم من الايام ممثلين بالمجلس الاداري للصندوق ولا نافذين فيه ، فانه لربما ان لمحمد يتيم ان يشرح بوضوح ماذا يقصده بالبض الفاسد !! وحيث اننا لسنا معنيين بمجاملات النقابيين ولا بتحفظات وحسابات السياسيين ، وحيث اننا نرى ان اكبر مشكلة اليوم واكبر تهديد يواجه مصالح الشغيلة المغربية هو النقابات التي تعتبر مصالح الشغيلة اخر همومها فدعونا " نشرح "و" نملح " ، فما الذي يمكن ان تنتظره الشغيلة من نقابات أصبحت عنوانا للريع والفساد ، وكيف يمكن ان تكون ل" النضالات " المزعومة " مصداقية اذا كانت هذه المركزيات وقياداتها الفاسدة تحتاج الى نضال ؟ - ماذا يمكن ان ننتظر من مركزيات نقابية شاخت معظم قياداتها وتجاوزت السن القانوني للتقاعد وهي لا تزال ممسكة على كراسيها بالنواجذ ؟ وكيف يمكن ان نصدق اعتراضها على اصلاح منظومة التقاعد بتمديد سن التقاعد وهي تجاوزت ذلك السن بكثير حتى انها لا تستطيع السير خطوات قليلة في المسيرات العمالية ؟ - كيف نصدق انها نقابات تريد الاصلاح وهي لم تستطع ان تصلح بيتها من الداخل فصار عقد مؤتمراتها محطة للصراع والانقسام والتفرق شذر مذر ؟؟ وان بعضها محي من خريطة التمثيلية بسبب ذلك واصرار القيادة الحزبية على التحكم فيها وإفراغها من محتواها ؟ - كيف نصدق انها نقابات تقف ضد الفساد وتطالب العدالة الاجتماعية وبعض قياداتها قد سجل عقارات مركزيته النقابية في اسمه الشخصي مما ستضطر معه الى خوض معارك قانونية وقضائية لاسترداد ممتلكاتها ؟ - كيف نصدق انحياز قيادات المركزيات النقابية وبعضهم قد انتقل من عامل او موظف بسيط الى مليارديرات يمتلكون الشركات والأسهم هم وفروعهم ويسكنون قصورا تم تاتيثتها بالتحف التي تتجاوز تحف أفخم البيوت والقصور مما يتعجب له شهود عيان ؟ - كيف نستامنها على مطالب الشغيلة وبعضها قد عض النواجد على الكرسي واستعمل كل الخدع الممكنة للعودة الى مجلس المستشارين اما بخدعة في الإطار النقابي الذي تم الترشح تحت لوائه ، او بتزوير فاضح حين تقدم البعض منهم باعتباره مندوبا للعمال ، في حين ان تدقيقا بسيطا كان سينتهي ان الامر يتعلق بمتقاعدين او أشخاص استفادوا من المغادرة الطوعية ، وكان مجرد تدقيق من وزارة الداخلية للتأكد من تسجيلهم في قوائم الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي او في قوائم متقاعدي الصندوق المغربي للتقاعد سيكشف الحقيقة؟؟ - من سيصلح الملح اذا ما الملح فسد في حالة هؤلاء النقابيين اذا علمنا بان اكبر مظاهر الريع والفساد هو الريع والفساد الذي تعاني منه التعاضديات والأعمال الاجتماعية مما أثبتته تقارير المفتشية العامة ليس ابطالها الا مناضلو نقابات تدعي انها تناضل من اجل الشغيلة بينما روايح الفساد تفوح من ملفات كل المؤسسات التي تسهم في تدبيرها : غياب للشفافية في الصفقات في الصفقات وسندات الطلب، وتوظيفات مشبوهة وغياب الشفافية في انتقاء الموظفين وذلك بالرغم من تنظيم المباريات وأداء تعويضات وعلاوات وإكراميات غير مبررة وبدون أساس قانوني لفائدة بعض الموظفين أو لأشخاص غير تابعين للتعاضدية ، تهريب الانتخابات وإجرائها على المقاس وفبركة أجهزة التعاضديات في خرق تام للقانون الأساسي للتعاضدية وتجديد ثلث أعضاء المجلس الإداري لبعضها بطريقة منافية للقانون و ترسخ وتجدر الريع التعاضدي وعبره الريع النقابي والسياسي ، شراء ذمم أشباه نقابيين وبعض الاعلاميين المأجورين ومناديب ومتصرفين ومحامين وجهات أخرى تتحرك وراء الستار، تبديد مصاريف الإقامة بفنادق فخمة ومصاريف تنقل غير قانونية، تسديد تعويضات بدون سند قانوني وغيرها.؟؟ - كيف يمكن ان نصدق ان خروج النقابات في السنين الاخيرتين الى الشارع كان من اجل الدفاع عن القدرة الشرائية للشغيلة والواقع ان احد احزاب المعارضة الذي وجد نفسه في المعارضة نتيجة لمواقفه البهلوانية حين كان في الحكومة ، قد تصدى بكل قوة لقرارات كانت تستهدف اصلاح نظام المقاصة ووقف استنزافه من قبل لوبيات استيراد المحروقات ، وأكد ان الاستهداف المباشر للفقراء من خلال الدعم المباشر لهم لن يمر الا على جثته ؟ والواقع ان بعضها الاخر كان يخدم اجندة واضحة للتحكم ويمني النفس بان ايام حكومة بن كيران ايام معدودة مع النكسات التى تعرض لها الربيع العربي في المنطقة ؟ كيف يريدون بعد ذلك للشغيلة ان تخرج في مسيراتهم وتصطف وراء اضراباتهم ؟؟؟ - كيف يمكن التموقع في المسيرات الى صف بعض المركزيات المتحزبة والتي خرج في الصفوف الاولى لها " زعماء " المعارضة وقياديون من البام ، او الاصطفاف الى جانب اضرابات ومسيرات فاشلة ،لان النقابات الداعية لها والجهات التي تنفخ فيها فاقدة للمصداقية ؟ - ثم كيف نصدق ان النقابات التي كانت جزءا من اللجنة التقنية والتي اوصت بان اصلاحا مقياسيا لنظام المعاشات المدنية هو الاصلاح يكتسي طابعا استعجاليا وصدقها في ذلك مكتب العمل الدولي وتقرير المجلس الاعلى للحسابات وتوصيات المجلس الاقتصادي والاجتماعي بجميع مكوناته ، كيف نصدق انها نقابات جادة ومسؤولة وشريك يعول عليه وأنها راغبة في الحوار وحريصة عليه وأنها ليست هاربة من دورها التاريخي لقد صدق محمد يتيم حين تحدث عن البيض الفاسد ، وانه يرفض ان يضع بيضه في نفس السلة مع ذلك البيض ، وصدق حين قال : اننا يمكن ان نكون مقصرين في النضال ، فالنضال يمكن ان يتدارك ، ولكن اخطر شيء ان تفتقد المصداقية !! واذا كان يتيم قد خرج مرفوع الرأس ، وكانت نقابته لحد الساعة قد قدمت نموذجا حيّا للمصداقية ، وقدمت درسا حيّا في الديمقراطية ، فانه يتعين على " الحلوطي " الذي خلف " يتيم " والقيادة الجديدة المواصلة في طريق المصداقية ، طريق النضال الحق الذي لا يستحضر الا المصلحة للشغيلة يتعين على الحلوطي ومن معه ان لا يضعوا بيضهم مع البيض الفاسد ، ولكن يتعين عليهم في المقابل ايضا ان لا يضعوا بيضه في سلة حكومة بن كيران وعليهم ان يتصدوا لها كلما أجهزت على الحقوق والمكاسب ، وذلك ايضا من المصداقية !!