من الطبيعي أن بيتنا الداخلي لا يستطيع أحد إرشادنا إلى عللله وأمراضه غيرنا، ولذلك لما وجدت كثير من الظواهر السلبية التي كثير بين النساء الممثلات للصف الإسلامي في الإعلام، سواء أكان في قنوات الإسلاميين أو غيرها من القنوات قررت الحديث عنه وإعلانها إلى أبناء الصف الإسلامي لعلي أسهم في ترشيد هذا الباب بهذه الكلمات، ولتحقيق نوع من التوازن في المقال سأحاول تقديم ثلاث صور لهؤلاء النسوة كما ظهرت لي في الإعلام. الصورة الأولى هي صورة المرأة العالمة المربية الداعية: ولذلك أمثلة كثيرة، فعند تتبع برامج القنوات الإسلامية خصوصا؛ نجد عالمة تتحدث إلى الناس في الفقه أو تعرض قضية من القضايا أو غير ذلك، كما حال الدكتورة عبلة الكحلاوي... ، ونجد أمراة داعية تقدم برنامجا دعويا تربويا كما حال نوارة هاشم أونماء البنا... وهذه صورة مشرفة تستحق كل الثناء والدعاء. الصورة الثانية هي المرأة النموذج علما وخلقا وحياء، ولعل أروع برنامج قدم في هذا الباب هو البرنامج الذي تقدمه قناة محمد السادس للقرآن الكريم تحت عنوان (نساء حافظات)، فهو يقدم المرأة النموذج في كل شيء، ويقربها إلى عموم المسلمين لتكون قدوة لهم، وهي فعلا قدوة ونموذج يحتذى. الصورة الثالثة هي صورة المرأة المثقفة، وتمثل هذا النموذج أولائك النساء اللاء يحضرن ضيفات على إحدى البرامج الحوارية لمناقشة قضية فكرية ينظر إليها الناس من وجهات نظر مختلفة، مثل قضية الحريات أو حقوق المرأة بين القانون الوضعي والقانون الشرعي وغير ذلك، أو تستدعى لمناقشة مسألة سياسية ممثلة لمؤسسة حزبية معينة، وقد أظهرت نساء الإسلاميين في هذا الباب قوة فكرية وحوارية محترمة. الصورة الثالثة: المرأة الفاتنة: إذا سألت عالما بالشرع عن الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة قدم لك في الغالب ثمانية شروط تمثل الحجاب الشرعي، أولها أن يكون ساتراً لجميع البدن دون الوجه والكفين، وثانيها أن لا يكون اللباس فى نفسه زينة، وثالثها ألا يكون شفافا كاشفا، ورابعها ألا يكون ضيقا واصفا، وخامسها ألا يكون مطيبا بالروائح، وسادسها أن لا يشبه ملابس الرجال، وسابعها أن لا تقصد به الشهرة بين الناس، وثامنها أن لا يشبه ملابس الكافرات . وقد كانت النساء إلى عهد قريب ملتزمات بهذا النوع من الحجاب إلى أن جاء ما يسمى ب"القنوات الإسلامية" أولا فجردت هذا الحجاب من كثير من خصائصه ومعالمه، ولعلي لا أكون مبالغا إذا قلت إن القناة التي باءت بإثم من جاء بعدها هي قنا "إقرأ"، فقد جاءت بعدد من المذيعات كن (ممثلات) من قبل، فدخلن إلى (الإعلام الإسلامي) لتقديم برامج دينية تقدم إلى عموم المسلمين، تصور فيها النموذج المطلوب، ثم اتسعت الدائرة لما انتقلت القناة إلى البرامج التي تشهد حضور جمهور يشهد تسجيل الحلقات ويشارك فيها، ثم ضيوف الحلقات، فكانت النماذج تعرض على نساء العالم العربي والإسلامي بحجاب الموضى، يشتمل على غطاء موضوع على الرأس بطريقة غريبة، وباقي الجسم مغطى بلباس واصف أو شفاف أحيانا، ويقدم على أنه (الحجاب)! وها نحن اليوم نشهد ظاهرة مثيرة للاشمئزاز، فبعد أن كان الحجاب علامة على الحياء والالتزام كما قال الحق سبحانه (ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين)، صار اليوم زينة لا علاقة لها بالشرع ولا بشروط الحجاب الشرعي، وليس معنى ذلك أن الحجاب لا يشترط فيه أن يكون جميلا مجملا، ولكن العيب فيه أن يكون فتنة. بل أكثر من ذلك؛ صرنا اليوم نشهد نساء منتميات إلى التيار الإسلامي يظهرن على القنوات في كامل زينتهن، على وجوههن ألوان الطيف من الأسباغ والعجائب والغرائب، حتى وصل الأمر غلى حد صباغة الأظافر، وكم يحزن الإنسان وهو يرى نائبة برلمانية تشارك في برنامج تلفزي ممثلة لمؤسستها الحزبية على هذه الصورة المقيتة، إنها تقدم النموذج، وأي نموذج هو! تلك إذن بعض صور نساء الإسلاميين في الإعلام، فهل نحلم يوما أن نرى كل امرأة تنتمي إلى الصف الإسلامي تظهر في وسائل الإعلام تعرض إلى الناس نموذجها في الفكر والثقافة والأخلاق، وكذلك في الحجاب، هذا ما نرجوه ونامله، وما ذلك على الله بعزيز.