يبدو أن مخيمات المحتجزين في تيندوف شهدت مؤخرا أمطارا طوفانية غير مسبوقة لم يسجل مثيل لها من ذي قبل، وحسب ما صرح به أحد الصحراويين بعين المكان لصحيفة "إل موندو" الإسبانية فلم يسبق أن رأى مثل هذه التساقطات المطرية طيلة 40 سنة التي عاشها في المخيمات، مؤكدا أن مخيم ولاية الداخلة، الذي يقيم فيه، سجل أعلى نسبة للفيضانات التي اجتاحت تيندوف منذ أواسط شهر أكتوبر المنصرم. وحسب مصادر الصحيفة الإسبانية، التي نشرت تقريرا عن الموضوع في موقعها الإلكتروني صباح اليوم، فإن مخيمات تيندوف عرفت أمطارا غزيرة وقياسية استمرت طيلة 10 أيام بلياليها دون توقف مما أدى إلى إحداث خسائر مادية جسيمة بالمنازل الطينية، التي يسكنها أزيد من 200 ألف شخص، وجعل حيطانها تنهار شيئا فشيئا حتى استوت مع الأرض وصارت بركا من الوحل، تؤكد ذات المصادر لصحيفة "إل موندو". كما أكد رئيس الهلال الأحمر بالمخيمات لمراسل الصحيفة الإسبانية، الواسعة الانتشار، أن الوضعية كارثية وتبعث على الإحباط خصوصا أن المستوصفات الاستشفائية والمدارس هناك تحولت بالكامل، بعد هذه الفيضانات إلى مجرد أوحال خاصة بمخيم ولاية الداخلة الذي سجلت به أعلى نسبة من الخسائر المادية، وهو أبعد مخيم عن مركز تيندوف بقرابة 180 كيلومترا مقارنة بباقي المخيمات الأربعة الأخرى التي تحمل أسماء مدن الصحراء المغربية: العيون، السمارة، بوجدور وأوسرد. وذكر تقرير الصحيفة الإسبانية أن أسبانيا قررت خلال 2014 تقليص الدعم المادي لمخيمات اللاجئين بتيندوف على التراب الجزائري، وفي مقابل ذلك رفعت من حصص المساعدات الدولية بنسبة 25 بالمائة لمجموعة من الدول الأفريقية ومنها المغرب، السينغال، موريتانيا ومالي. ولم تتوصل هذه المخيمات، بأي دعم، إلى حدود الآن، ما عدا من الجزائر وإيطاليا علما بأن هناك أزيد 15 ألف خيمة منكوبة وتعاني نقصا حادا في المواد جراء هذه الكارثة الطبيعية.