كما جرت العادة، بعد انتهاء من العمل أنتقل إلى المنزل عبر ركوبي للحافلة، وتزامنت هذا اليوم (14 فبراير ) مع مايسمى مناسبة "عيد الحب" أو valentine's day. أثار انتباهي بعد صعودي إلى الحافلة فتاتين في العشرينيات من العمر،فتاة في يديها وردة حمراء، وفي الأخرى هدية تظهر من شكلها أنها دبدوب، مرتدية معطفا أحمر وما زالت بقايا أحمر الشفا ه على جنبات شفتيها. بينما الفتاة الأخرى تبدو من معطفا الأسود أنها لا تكن لهذا اليوم بالا، ولا تدري حتى ما يميز هذا اليوم عن ما سبقوه من الأيام ، لا تدري ما يفعله العشاق عندما تلتقي بأصحابها وأحبابها،عن ما تقدمه العاشقة ويقدمه العاشق من هدايا. اقتربت من صديقتها العاشقة وهمست في أذنيها:((امسح لعكار باقي فجنب شفايفك)) وتشير إلى شفتيها تدلها على مكان تواجد بقايا أحمر الشفاه . وردت الفتاة الأخرى وهي تضحك : ((كان كيبوسني امسحلي العكار كامل)) وتكلمت الأخرى متعجبة :(( كان كيبوسك !! واش عيد الحب هذا ولا عيد البوسان)) وأجابت العاشقة وهي في حيرة من أمرها: (( دابا المشكلة هي إذا سولوني فالدار مين جيبت هاد الشي ولا لقيت الواليد جا من الخدمة وسويلني فين كنت....؟؟ مصيبة )). في هذه اللحظة اكتشفت معنى جديدا لما يسمى ب "عيد الحب" أو بمعناه الجديد "عيد البوسان"، أدركت حينها حجم المجهود الذي تقوم بها الفتاة من أجل أن تنال قبلات اعتراف من "حبيبها" أو "عاشقها" مقابل تلك الوردة الحمراء التي ستذبل حتما بعد يومين أو ثلاث، أو مقابل ذاك الدبدوب الشاهد بعد دخوله إلى بيت العائلة على فقدانها ثقة أهلها فيها بعد أن تعرف الآسرة التبادل التي قامت به ابنتهم. أدركت أنه ليس يوما للحب بحمولاته النقية الطاهرة، وإنما هو يوم لتبادل القبلات وقضاء لحظات حميمية والظفر بوردة حمراء ودبدوب يبتسم كشيطان عندما يجر العبد لعصيان خالقه.