أمر زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون جيشه بأن يكون على أهبة الاستعداد للحرب أمس الجمعة بعدما وجهت بيونغ يانغ إنذارا الى كوريا الجنوبية بالتوقف عن بث دعاية مناهضة لها بحلول اليوم السبت أو مواجهة عمل عسكري. وقال بايك سيونغ -جو نائب وزير الدفاع في كوريا الجنوبية إن من المرجح أن يطلق الشمال النار على بعض مواقع مكبرات الصوت في المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين وعددها 11 موقعا. وتصاعدت حدة التوتر الخميس عندما أطلقت كوريا الشمالية قذائف باتجاه الجنوب احتجاجا على بث مواد دعائية عبر مكبرات للصوت على الحدود. وردت سيئول بإطلاق وابل من نيران المدفعية. وقال الجانبان إنه لم تقع إصابات أو أضرار في أراضيهما. وجاء القصف الشمالي بعدما طالبت بيونغ يانغ كوريا الجنوبية بأن تكف عن بث الدعاية أو مواجهة عمل عسكري. وتضمن الإنذار مهلة تنتهي اليوم السبت في الثامنة صباحاً بتوقيت غرينتش. وتسلمت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية الإنذار في خطاب عبر قناة مشتركة للاتصالات العسكرية وكان محددا على نحو غير معهود. وقال بايك للبرلمان إن بث المواد الدعائية سيستمر ما لم يتحمل الشمال مسؤوليته ويعتذر عن انفجار ألغام أرضية في الآونة الأخيرة أسفر عن إصابة جنديين من كوريا الجنوبية في المنطقة منزوعة السلاح. وتنفي بيونغ يانغ مسؤوليتها عن الأمر. وأضاف بايك "هناك احتمال كبير أن تهاجم كوريا الشمالية مكبرات الصوت". وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية في كوريا الشمالية أن كيم سيضع قواته في "وضع الاستعداد المسلح الكامل للحرب" بدءا من الثامنة بتوقيت غرينتش وانه أعلن "حالة شبه حرب" في مناطق الجبهة. وقالت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء نقلا عن مصدر حكومي مجهول أن هناك مؤشرات على أن الشمال يستعد لإطلاق صواريخ قصيرة المدى. وكثيرا ما يطلق الشمال صواريخ في البحر أثناء التدريبات العسكرية السنوية بين الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية والتي تجرى حاليا. وأشارت يونهاب إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها بيونغ يانغ مصطلح حالة شبه حرب منذ أن قصف الشمال جزيرة كورية جنوبية عام 2010. وقتل جنديان من مشاة البحرية في كوريا الجنوبية ومدنيان في هذه الواقعة التي جاءت بعد إنذار آخر وجهه الشمال للجنوب. وينشر عناصر الجيش الأميركي البالغ عددهم 28500 فردا في كوريا الجنوبية وقالت واشنطن أنها ستراقب الموقف عن كثب. وحثت واشنطن بيونغ يانغ في وقت سابق على وقف اي اعمال "استفزازية" في اعقاب تبادل اطلاق النار يوم الخميس وهو الأول بين الكوريتين منذ اكتوبر الماضي. ودعت اليابانكوريا الشمالية إلى ضبط النفس. وعقب انفجار الألغام الأرضية بدأت سيئول بث الدعاية المناهضة لكوريا الشمالية عبر مكبرات الصوت على الحدود بعد أن توقف الجانبان عن هذا الأمر عام 2004. بالمقابل، بدأت كوريا الشمالية يوم الاثنين بث دعاية خاصة بها. وقال دانيال بينكستون من مجموعة الأزمات الدولية إن الانتشار الكبير للقوات الأميركية في كوريا الجنوبية من أجل المشاركة في التدريبات العسكرية قد يحد من خطر تصاعد الموقف. وأضاف "إنه وقت سيء لافتعال عراك مع الجنوب". وكانت بيونغ يانغ قد طلبت من مجلس الامن الدولي عقد اجتماع طارئ لبحث المناورات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة، كما اعلنت البعثة الكورية الشمالية لدى الاممالمتحدة الخميس. وقالت البعثة ان المندوب الدائم لكوريا الشمالية لدى المنظمة الدولية جا سونغ نام قدم هذا الطلب الى مجلس الامن خطيا الاربعاء، اي قبل يوم من تبادل اطلاق النار الذي حصل بين الكوريتين. وكتب السفير الكوري الشمالي في رسالته الى المجلس انه "اذا واصل مجلس الامن تجاهله للطلب المحق لجمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية ببحث المناورات العسكرية الاميركية المشتركة فانما سيثبت بذلك تخليه عن مهمته الرئيسية بضمان السلام والامن في العالم وتحوله الى اداة سياسية". من جهتها امرت الرئيس الكورية الجنوبية بارك كون هاي جيش بلادها بالرد بشكل صارم وشامل على أي استفزاز من جانب كوريا الشمالية، حسبما ذكر مسؤول أمس الجمعة. وقالت بارك خلال زيارة مفاجئة لمقر قيادة الجيش الثالث قرب سيئول "لا يمكن ان نسمح باي استفزازات من جانب كوريا الشمالية قد تعرض للخطر سلامة جنودنا وشعبنا"، بحسب وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للانباء. وقال المتحدث باسم الرئاسة مين كيونغ ووك للصحافيين ان الرئيسة الكورية الجنوبية اصدرت ايضا توجيهات للجيش بالحفاظ على الاستعداد القتالي للتعامل على نحو فوري مع أي استفزازات جديدة من جانب كوريا الشمالية.