استراتيجية للطريق المستقيم ( اهدنا الصراط المستقيم)، تدبير فعلي للعبادة ، معرفة بالطريق، تشخيص للذكرى، فلا يمكن أن تذكر بدون هداية أواهتداء، فالهداة المهتدون هم المدبرون الذين يحسنون تدبير الطريق. الهدائية مشروع للأمة، والاستقامة "تدبير فعلي" لها، فطلب الهداية طلب للتدبير و المعرفة، إنها استراتيجية للاستقامة، يقول الإمام مالك في ألفيته: كلامنا لفظ مفيد ك"استقم" اسم وفعل ثم حرف الكلم فالعبرة من الكلام، كل الكلام، الاستقامة، والاستقامة تجسيد للهداية وبوصلة لها. الهدائية معرفة بالطريق المستقيم، طريق "نسق النعيم"، الخيط الرابط بين "نسق النعيم"" الصراط المستقيم" و "سياق مذاقه""صراط الذين أنعمت عليهم"، صراط النسق معرف ب"ال" تعريف الشمول المستمد من منهج الله، و صراط السياق خاص يرتبط بالممارسة و الانجاز الفعلي و التدبير، "سياق حركي" نختلف فيه، كل ودرجة الهداية لديه، فقد نهتدي بنسب متفاوتة و قد نقترب من الهداية في لحظة معينة لحظة القرب من الله، و قد نبتعد في لحظة الغفلة حيث الابتعاد عن الهداية، فننتقل من سياق إلى سياق حسب درجة الإحساس ب"نسق النعيم". إنها نعمة الهداية و درجاتها و دعوتها التي لا تتوقف لحظة في الزمان و المكان باختلاف السياقات, ندعوها في كل صلاة, و الصلاة لا تتوقف على مدار الكرة الأرضية, وبذلك فهي تتحرك بالهداية الإلاهية، و لا تصح الصلاة بدون طلب الهداية. الله تعالى يهدينا الصراط المستقيم, و نحن نتحرك في الأرض حركة الهداية، حيث التنسيق بين حركة الإنسان و حركة الوجود في اتجاه رب العالمين، تدبير بين الدنيا و الآخرة، فهم و استيعاب و حركة نحو الله تعالى، طريق تبدأ في الدنيا لتنتهي بالارتقاء في مراتب الجنة في الآخرة. إن الهدائية ميثاق بيننا و بين الهادي تعالى, فلا طعم للحياة بعيدا عن الهداية , (فمن يهدي الله فهو المهتدي، و من يضلل فلا هادي له)، قاعدة حصرية، فلا يوجد مهتدي بذاته و لا بأية قوة في الأرض، و إلا انتفى "نسق النعيم"، و الذي يعيش خارج النسق و سياقه فهو ضال أو مغضوب عليه، فما بين النسق و السياق معرفة و هداية، والذي لا يعرف النسق لا يمكن أن يهتدي إلى سياقه. فاللهم اهدنا الصراط المستقيم و ارزقنا مذاق النعيم ، فسياق نعمك و نعيمك لا تعد و لا تحصى، لكنها قد تحجب عنا بسياقاتنا الدنيوية، فنحن لن ندرك النعيم بعيدا عن هدايتك ، فاللهم اهدنا و أنعم علينا بالهداية. ادريس مستعد: رئيس الحركة من أجل الأمة