كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة غريبة على المجتمع المغربي خاصة والمجتمع الإسلامي عامة ، ألا وهي ظاهرة الانتحار . أي إقدام شخص على قتل نفسه متعمدا مهما كانت الوسيلة والطريقة فكيف نحمي مجتمعنا من هذه الآفة ؟ " في صبيحة اليوم أقدم شاب في مقتبل العمر على وضع حد لحياته شنقا ، وقد سارعت السلطات المحلية إلى مكان الحادث بعد اكتشاف الجثة .. " انتهى الخبر كما نسمع في بعض القنوات التلفزية . أو إذا اقتضى الأمر يُفصل في الأسباب التي أدت بالفاعل إلى فعل فعلته ! وهذا قد يشجع بعض ضعاف النفس والفاشلين و اليائسين إلى التفكير في نهج نفس الطريق . لكي يساهم الإعلام في اجتثاث ظاهرة " قتل النفس " بعد ذكر الخبر ينبغي أن يُفتح نقاش بحضور متخصصين من علم الاجتماع والفقهاء في القانون والدين والسياسيين .. لكي يبرزوا أن القاتل لنفسه فاشل جبان و أن الفعل منكر ومحرم . وأن ما ينتظره من العذاب عند الله أشد .وأن المنتحر عذّّب ويعذب نفسه دائما كما يؤثر سلباعلى دويه وأصدقائه . عندما يعرف العازم على القاتل مآله ومآل أصدقائه لن يقبل على الانتحار . المدرسة والأسرة منشأ المجتمع . ينبغي للأسرة أن تحصن أبناءها من الإقدام أو التفكير في الانتحار مبينة للناشئ عواقب هذا الفعل ، غير المقبول في كل الأديان ، ولا يستسيغه عقل سليم ولا منطق سوي. وللمدرسة دور أساسي في تمنيع المتعلمين وتوفر لهم ترياقا ضد السلوكات السلبية بصفة عامة , والإقدام على الانتحار بصفة خاصة وإن كان بطيئا . وذلك بتنظيم ندوات ومحاضرات و عرض أشرطة تربوية ... للإعلام المكتوب والمسموع والمرئي دور كبير في تنوير أفراد المجتمع ضد هذا الداء ، يعضد بالخطب المنبرية وعمل المدرسة المربية . من أجل بناء مجتمع سليم . الانتحار جريمة ضد النفس وضد الأهل ، والجريمة منظمة كانت أو عشوائية تنم عن قلب حاقد فارغ . و الخواء الروحي .مهما كان السبب انتقاما أو فقرا ، ولكن الطريقة التي يتعامل معها الإعلام غير سليمة، حيث يكتفي فقط بالإخبار دون ذكر لمآل المجرم بعد ضبطه . أي العقوبة المسلطة عليه بل أغلظها لكي يتم ردع ضعافي النفوس من المستمعين ،أو القارئين . وينبغي للمدرسة والبيت أن تكونا محضنا وبرجا للتلميذ ، فيهما يحصن الطفل ويكتسب السلوك الجيد والمعاملة الحسنة والعلم النافع . الوالدان قدوة لإبنائهم ، والمدرس متمم ومعدل لها ثم إعلام نزيه مرب. هكذا سيتم بناء مجتمع سليم ..