لم يصدر عن المغرب إلى حد الآن أيّ رد فعل رسمي حول الاتفاق الذي وصلت إليه الدول الستة الكبار مع إيران بخصوص برنامجها النووي، والذي مكّن من رفع العقوبات الاقتصادية على هذا البلد، وذلك رغم ترحاب دول حليفة للمغرب في المنطقة العربية بهذا القرار. ولا تربط المغرب بإيران علاقات ود كبيرة، لا سيما لاختيار المغرب الحلف السعودي، ومحاربته للتشيع في مجتمعه، وعلاقاته القوية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقد رد المغرب رسميًا قبل أيام على إيران بالقول إنه يرفض الإساءة ولا يقبل التدخل في شؤونه الداخلية، وذلك إثر تقرير لوكالة الأنباء الإيرانية أشار إلى أن المغرب يتتبع في أجنداته الخارجية "سياسات صهيونية". "بعد إقرار رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، ستعمل مجموعة من دول العالم على تحسين علاقاتها مع هذا البلد والدخول في علاقات استراتيجية بعيدة المدى، والأكيد أن المغرب سيكون بينها، خاصة إذا استحضرنا أن الخلاف ليس عميقًا بين الدولتين كما قد نتخيل" يقول محمد نشطاوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض مراكس. ويضيف نشطاوي:" الخلاف بين الاثنين يعود إلى دعم المغرب لحلفائه في دول مجلس التعاون الخليجي.وبالأخص للسعودية والإمارات والبحرين، الدول التي تجعمها علاقات سياسية متوترة بإيران، بمعنى أن الخلاف ليس مباشرًا، وإذا ما تقاربت دول الخليج مع إيران، فخلاف هذه الدولة سينتهي كذلك مع المغرب". ويؤكد نشطاوي قوله بالعودة إلى العلاقات المغربية-الإيرانية في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، عندما استضاف المغرب الحاكم الإيراني الأسبق بعد خروجه من بلده. زيادة على "مكانة الأسرة العلوية المغربية في قلوب الإيرانيين الذين يحترمون كثيرًا آل البيت. ومنهم الملك محمد السادس" حسب قول نشطاوي. وحول ما إذا كان الاتفاق النووي قد يقارب بين دول الخليج وإيران، أجاب نشطاوي: " ذلك أمر أكيد، خاصة أن الصراعات المتعددة التي تبدأ ممّا هو عقدي إلى الاختلاف على البرنامج النووي مرورًا إلى الخلاف مع الإمارات على الجزر وصولًا إلى دعم إيران لتنظيمات سياسية غير مقبولة في الخليج، لم تستطع منع الجانبين من إقامة علاقات اقتصادية بمليارات الدولارات ستتطوّر أكثر مستقبلًا". * المصدر: سي إن إن