يشتكي المواطنون بمدينة تمارة هذه الأيام من استفحال الجريمة في عدد من الأحياء، حيث أضحت أخبار حوادث اعتراض سبل المارة وسلبهم حقائب وهواتف أو أوراق مالية تحت التهديد هاجسا يؤرق حياتهم صباح مساء. وأفاد شهود عيان أنه خلال الأسبوع الجاري سُجلت بأحياء مختلفة بتمارة أزيد من عشرة حالات اعتراض، كان ضحيتها المستخدمون المتوجهون أو القادمون من عملهم، أغلبهم من النساء، وأكدوا أن الجناة يخيرونهم بين إمدادهم بأي شيء ذي قيمة مالية أو الاعتداء عليهم بالسكاكين أو السيوف. وقال شهود عيان في اتصال هاتفي مع الرأي، إن حالات "الكريساج" تضاعفت في الآونة الأخيرة من طرف قطاع طرق ومنحرفين من ذوي السوابق العدلية، وتستهدف الصغار والكبار في واضحة النهار وفي الشارع العام، بينما لا نسمع للسلطات الأمنية حسا ولا ركزا. ووفقا لشهادات متطابقة لعدد من سكان المدينة، فإن الأيام الثلاثة الأخيرة عرفت تزايدا غير مسبوق في حالات الجرائم، حيث أكد المتحدثون للرأي أن ثلاثة أفراد اعترضوا أول أمس سبيل فتاة أمام منزلها لسلبها حقيبتها المحمولة وبينما هم أبوها لإبعادهم منها باغته أحدهم بسكين كبير بطعنات تسببت في نزيف دموي حاد أفقده الوعي، قبل أن يتدخل الجيران لتطويق المهاجمين وحصارهم. ويطالب المواطنون بمدينة تمارة، وخصوصا أحياء المقاطعة وسكيكنة وميلانو والمسيرة 1 و 2 ومحيط العمالة، السلطات الأمنية مواجهة الجريمة والاعتداءات المتفشية، داعين النيابة العامة إلى حزم التعامل مع ملفات المتهمين بالوقوف وراء هذه الاعتداءات واعتقال رؤوس الإجرام الذين يقفون خلفهم. وصرح عدد من السكان المتضررين بأنهم سيقدمون على اتخاذ أشكال احتجاجية في حال تقاعس رجال الشرطة عن مواجهة المجرمين والمنحرفين واعتقال الجناة وبسط الأمن بالمدينة. يُذكر أن الانفلات الأمني واحد من المشاكل التي يتقاسم فيها جميع المواطنون المغاربة أضرارها المادية والمعنوية خصوصا سكان المدن الكبيرة كالرباط وسلا والبيضاء وفاس طنجة وتطوان ووجدة وأكادير ومراكش وغيرها.