حذر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بن عبد الله، عبد الاله بن كيران رئيس الحكومة التي يشارك فيها، من السير في نفس طريق حكومة عبد الرحمان اليوسفي، عبر الاستمرار في رفع شعارات محاربة الفساد دون أن يكون لها صدى على أرض الواقع، مما قد يعرض الحكومة الحالية لنفس مصير حكومة التناوب. ووجه بن عبد الله الذي يشغل منصب وزير السكنى والتعمير، سهام النقد إلى حزب العدالة والتنمية حليفه في الحكومة وغريمه الإيديولوجي، خلال ندوة ألقاها بالمدرسة العليا للعلوم التطبيقية بطنجة بعنوان «السياسة لماذا؟»، معتبرا أن حزب المصباح يسير على نفس خطوات الوردة، التي بدأت سهام الانتقادات توجه إليها من كل الأطراف بعد سنتين من عملها، بعدما عجزت عن تنفيذ وعودها وعلى رأسها تلك المتعلقة بمحاربة الفساد. وأضاف المتحدث، أنه عمل على تنبيه حلفائه في الحكومة منذ البداية، من خطورة الانسياق وراء الشعارات مما يهددها بفقدان الثقة فيها، ليدافع الوزير اليساري في الوقت نفسه عن تحالفه مع الحزب الإسلامي، معتبرا أن اختلاف المرجعيات الإيديولوجية ليس سببا سيدفعه غلى رفض الانخراط في تجربة حكومة أتت في فترة حساسة من تاريخ المغرب، بما ساهم في الحفاظ على استقرار البلد. ورغم النقد الحاد الذي وجهه بنعبد الله ل «الأخ الرفيق بنكيران»، كما يحب أن يسميه، عبر عن تفاؤله حول مصير ونتائج التحالف الحكومي الحالي، مشددا أن الأغلبية الحكومية في مقدورها الاستمرار في عملها، خصوصا في جو التفاهم السائد بين مكوناتها. من جهة أخرى، انتقد المتحدث مشروع قانون المدونة الرقمية الذي سحبته وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي بسبب الضجة التي أثارها، واعتبره قانونا «ذا نفس رجعي»، ليعود ويؤكد أن الحكومة أتت بمشاريع قوانين أخرى تعتبر إيجابية، وفي مقدمتها قانون تجريم التحرش الذي اقترحته وزارة بسيمة الحقاوي المنتمية للحزب الإسلامي.