افتتح مندوبو 209 بلدا أعضاء في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مؤتمرهم ال65، أمس الخميس في مدينة زيوريخ السويسرية، مقر الاتحاد، وسط فضيحة فساد مدوية اهتزت لها الهيئة الكروية الدولية على خلفية اعتقالات عدد من أعضائها. فغداة توجيه العدالة الأمريكية أصابع الاتهام بالفساد وتلقي رشاوى ل14عضوا حاليين وسابقين بالاتحاد الدولي اشتدت حالة التوتر في أوساط الاتحادات القارية بين مؤيد ومعارض لبقاء " إمبراطور" الفيفا السويسري جوزيف بلاتر المرشح لولاية خامسة، والذي أصبح في عين العاصفة. ففي سن التاسعة والسبعين ما يزال بلاتر، الذي انتخب على رأس الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 1998 في مونديال فرنسا، يطمح، وبإصرار، في تقلد ولاية خامسة على التوالي. وقد حسم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم موقفه، خلال اجتماع مكتبه التنفيذي، بالتصويت لفائدة منافس بلاتر الوحيد ونائبه الأمير الأردني علي بن الحسين. واعتبر الأمين العام للاتحاد الأوروبي الإيطالي جياني أنفانتينو أن مؤتمر (الفيفا) قد يتحول إلى مهزلة، مؤكدا أن الاتحادات الوطنية الأوروبية لا يمكنها تزكية نظام، إن لم يتم وضع حد له، فإنه "سيقتل كرة القدم". وجاء رد فعل الاتحاد الأوروبي، برئاسة الفرنسي مشيل بلاتيني، عقب العاصفة القضائية التي هزت (الفيفا) لاسيما منذ اعتقال مسؤولين سامين في سويسرا بطلب من السلطات القضائية الأمريكية. فقد اتهم هؤلاء المسؤولون بتلقي رشاوى بقيمة 150 مليون دولار خاصة خلال عملية تسويق الحقوق المرتبطة بتنظيم أو نقل مباريات أو مسابقات في أمريكا الشمالية والجنوبية. وكرد فعل إزاء المتابعات التي تمت مباشرتها في كل من الولاياتالمتحدةوسويسرا، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم عن التوقيف "المؤقت" لأحد عشر من أعضائه عن ممارسة كل نشاط متصل بكرة القدم. وتضم لائحة الموقوفين نائبين لجوزيف بلاتر، هما جيفري ويب، رئيس اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكرايبي ( الكونكاكاف) والأرغوياني أوجونيو فكريدو. كما حامت شكوك حول دفع رشاوى بخصوص إسناد تنظيم كأس العالم لعام 1998 في فرنسا و2010 في جنوب إفريقيا. وفي هذا الصدد قالت وزيرة العدل الأمريكية لوريتا لينش "على الأقل تورط جيلان من ميسري كرة القدم في نظام ثراء قديم بفعل الرشوة". وأمام التهم الموجهة للمشتبه فيهم في الولاياتالمتحدة، باشرت النيابة العامة في سويسرا تحقيقا جنائيا "ضد مجهول بتهمة تبييض الأموال والتدبير غير النزيه" خلال عملية إسناد تنظيم كأسي العالم 2018 لروسيا و2022 لقطر. وكانت النتيجة مطالبة المرشحين، الذين تم إقصائهم وعلى رأسهم الولاياتالمتحدة (2022) وبريطانيا (2018) بتصويت جديد داخل أروقة (الفيفا). ومن سخرية القدر أن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ،جوزيف بلاتر، لا يوجد ضمن قائمة المتهمين، فهو كما في الفضائح السابقة التي هزت (الفيفا) في السنين الأخيرة سل شعره من العجين وبقي بعيدا عن كل الشبهات. وإن لم يكن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، المنتهية ولايته، ضالعا بشكل مباشر في هذه الفضائح فإنه يبقى مع ذلك مسؤولا على الأقل لكونه غض الطرف عما أسماه قائد مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي، جيمس كومي" ثقافة الرشوة ". وكما كان متوقعا، دافع بلاتر، خلال افتتاح المؤتمر ال 65 ، عن نفسه ونزهها من كل الشبهات بالقول " لا أستطيع مراقبة الجميع"، مؤكدا سعيه إلى "إعادة الثقة" في الهيئة الكروية الدولية بعد توقيف سبعة من مسؤوليها. وأقر بلاتر بأن "الشهور القادمة لن تكون سهلة بالنسبة للفيفا"، ملحا على ضرورة العمل من أجل "إعادة الثقة داخل أسرة كرة القدم الدولية". وسيتميز المؤتمر، اليوم الجمعة، بانتخاب رئيس (الفيفا) الذي انحصرت فيه المنافسة بين جوزيف بلاتر ونائبه الأمير علي بن الحسين. والسويسري بلاتر (79 سنة) هو الرئيس الثامن للاتحاد الدولي لكرة القدم منذ تأسيسه في عام 1904، ويشغل هذا المنصب منذ 17 سنة. أما الأمير علي بن الحسين (39 عاما)، فهو يرأس الاتحاد الأردني لكرة القدم واتحاد غرب آسيا للعبة ويشغل منصب نائب رئيس "الفيفا". وحسب المراقبين فإن الهيئة الكروية العالمية مطالبة بتعديل قوانين لعبتها من قبيل تحديد عدد الولايات وسن الرئيس ومراجعة طريقة الانتخاب وإعادة النظر في إجراءات إسناد تنظيم كأس العالم واعتماد قوانين الشفافية المالية. وقد حسم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم موقفه، خلال اجتماع مكتبه التنفيذي، بالتصويت لفائدة منافس بلاتر الوحيد ونائبه الأمير الأردني علي بن الحسين.