هاجم رئيس حركة التوحيد والإصلاح، الشريك الاستراتيجي لحزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة، محمد الحمداوي، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، على خلفية دعوته إلى تجريم تعدد الزوجات ومراجعة أحكام الإرث التي أتت بها الشريعة الإسلامية. واعتبر الحمداوي، في حديث لجريدة «التجديد» في عددها لهذا اليوم الإثنين، أن دعوة لشكر إلى مراجعة أحكام الإرث وتجريم تعدد الزوجات «شاذة وبئيسة ويائسة» بالنسبة للشعب المغربي «الذي حسم في ثوابته واختياراته الكبرى بمختلف المحطات وعلى مر السنين»، حسب تعبير الحمداوي. وأوضح رئيس حركة التوحيد والإصلاح الدعوية أن حسم الشعب المغربي في ذلك "تم في دستور 2011 وقبله بالتدافع الشعبي من خلال المسيرتين والذي توج بلجنة أشرفت على وضع مدونة الأسرة والتي عكست التنوع والتعدد وعبرت عن مختلف الحساسيات المغربية، وهي التي كان ملك البلاد قد أطرها بمقولته الشهيرة «إنه لا يمكنه أن يحل حراما أو يحرم حلال»، متسائلا: "فكيف بمن يريد تجريم الحلال لا تحريمه؟". محمد الحمداوي، اعتبر، في تصريح للمصدر ذاته، أن ما أقدم عليه الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية "يعبر عن بؤس لا صلة له بالجرأة"، مضيفا "هو بحث محض عن الزعامة في قضايا تحظى بإجماع المغاربة". وقال أيضا أن "مثل هذه الدعوات الشاذة ليست جديدة، بل سبقت إليها دول مثل تونس بن علي وبورقيبة وفرضت العديد من الأمور على الشعب فرضا، بل هناك من عذب وسجن من أجلها، لكن بمجرد ما سنحت الفرصة للشعب تصالح مع مرجعيته وعبر عن إرادته ونفض المستبدين والاستئصاليين وأعمل آليات التجديد والانفتاح". ونبه رئيس الحركة المغربية الدعوية على أن العديد ممن سماهم "التنويريين الموضوعيين"، "انتبهوا إلى أن التجديد والتحديث لا يمر بالضرورة عبر مخالفة الثوابت الدينية ومرجعية المغاربة". ودعا القيادي الإسلامي "الباحثين عن الزعامة"، حسب وصفه، إلى أن "يبحثوا عنها داخل الإجماع المغربي المعبر عنه في الدستور الذي عكس مرة أخرى تنوع وتعدد المجتمع المغربي وعزز انفتاحه الوفي لمبادئه وقيمه"، معتبرا أن "التطاول عليها لن يكسب الزعامة". وأضاف الحمداوي، في السياق ذاته، أن "الأولى العناية بالديمقراطية الداخلية وتأطير المواطنين ومحاربة الفساد"، متمنيا أن "ينصرف السياسيون للجماهير على مستوى الميدان لبحث الزعامة وعدم إقحام دائرة القيم والثوابت المحسومة دستوريا لأنها ستدخل البلاد في متاهات"، على حد قوله. محمد الحمداوي استغل الفرصة لدعوة من وصفهم ب "أصحاب الدعوات الغريبة سواء همت تلهيج التعليم أو فرنسته أو تجريم التعدد أو تقنين الإجهاض بما يجعله حقا ويشيعه بالمجتمع"، (دعاهم) إلى أن "يجعلوا التنافس داخل دائرة المتفق عليه وعدم إقحام قضايا القيم والهوية المحسومة بالنسبة للمغاربة في مثل هذه الدعوات". وكان قيادي إسلامي آخر، هو أحمد الشقيري الديني، قد اتهم إدريس لشكر ب "الزندقة"، عقب دعواته المثيرة للجدل خلال كلمته في افتتاح المؤتمر السابع للنساء الاتحاديات الجمعة الماضية بالعاصمة الرباط.