أسدل مهرجان كناوة موسيقى العالم بالصويرة، مساء الأحد، الستار على فعاليات دورته ال 18 باحتفالية بهيجة وآسرة استقطبت حشودا غفيرة غصت بها منصة مولاي الحسن. واقترحت منصة هذه المهرجان الدولي، وهو أحد أبرز التظاهرات الفنية والثقافية بالمملكة، باقة متنوعة من المقاطع الموسيقية الكناوية أبدعها "لمعلم" الكناوي الشهير محمود غينيا وفنان الجاز الجزائري كريم زياد. وقدم هذا الثنائي الموسيقي قطعا موسيقية لبت تطلعات جمهور بالآلاف من مختلف الأعمار ومن داخل الوطن وخارجه، حج إلى الصويرة لمتابعة فقرات هذا المهرجان الذي أحدث حركية كبيرة بالمدينة. فقد تفاعلت الحشود التي قدمت إلى المنصة مع هذه الباقة التي تضمنت وصلات موسيقية تغنت بشمائل النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وغنت لقضايا السلام والمحبة والتعايش والإنسان وقضاياه وهمومه الروحية والوجودية. ويعد لمعلم محمود غينيا، الذي نشأ وسط أسرة تولي اهتماما بالغا لفن كناوة، أحد رواد هذا اللون الموسيقي بالمغرب. ويقدم غينيا عروضا كناوية بمختلف دول العالم رفقة فرقة موسيقية أنشأها لهذا الغرض. أما كريم زياد، العازف على آلة (الباتري)، فقد بدأ مشواره الفني في ثمانينيات القرن الماضي بعدما التحق بمجموعات موسيقية عدة، قبل أن ينتقل إلى العاصمة الفرنسية باريس في العام 1989 من أجل دراسة الموسيقى. واستضاف مهرجان كناوة موسيقى العالم بالصويرة في نسخته ال18 فنانين عالميين معروفين من بينهم حومايون خان، أحد أكبر مطربي الموسيقى الكلاسيكية الهندية، والفنان النيجري طوني ألين، والعازف الأمريكي النابغ على السكسفون، كيني كاريت، إلى جانب أبرز "معلمي" موسيقى كناوة المغاربة.. وشملت حفلات الدورة الحالية من المهرجان التي انعقدت في الفترة ما بين 14 و 17 ماي الجاري تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وصلات موسيقية فردية وأخرى مشتركة إلى جانب سهرات إيقاعية وأمسيات فنية وملتقيات وندوات. وحظيت مختلف فقرات هذا المهرجان بتغطية إعلامية واسعة حيث واكب عشرات الصحافيين والصحافيين المصورين الذين يمثلون مختلف وسائل الإعلام الوطنية والعربية والدولية فعاليات هذه التظاهرة الثقافية من أجل تقريبها إلى الجمهور بالمغرب والخارج.