أجمع المشاركون في الجلسة الافتتاحية لمنتدى أصيلة الدولي، الجمعة 21 يونيو، على غياب الإرادة السياسية لدى الدول الكبرى في مواجهة تفاقم التغيُّر المناخي، وما ينتج عنه من تأثيرات على الأمن الغذائي بالكوكب، وتداعيات ذلك على السِّلم العالمي. ونبه وزير الخارجية الإسباني الأسبق، ميغيل انخيل موراتينوس، في كلمته بالجلسة الافتتاحية للمنتدى، والتي خصصت لتقديم ندوة تحت عنوان "التغير المناخي والأمن الغذائي: بين المقاربة التقنية والفعالية البشرية"، إلى تفاقم "التهديدات على الأمن الغذائي العالمي، بفعل التغيرات المناخية التي يشهدها الكوكب"، وانعكاسات ذلك على السلم العالمي. ووجه موراتينوس، فيما يشبه نقدا للذات، خطابا للدول الغنية بالقول "إنه من العار على العالم أن يتحدث عن موت 10 مليون إنسان جوعا، دون بذل ما يلزم لوقف ذلك، في ظل المؤهلات الفلاحية والتيكنولوجية التي تمتلكها الدول الكبرى"، داعيا في الوقت ذاته مجلس الأمن للالتفات إلى مشاكل الغذاء، وعدم التركيز على مظاهر القوة والهيمنة. في نفس السياق، أكد رئيس اتحاد عموم إفريقيا للأعمال التجارية والزراعية والصناعات الزراعية، موسى سيك، في كلمته، على خطورة التهديد الذي يتعرض له الأمن الغذائي في العالم، مشيرا إلى أن الغذاء تحول إلى "سلاح" أقوى من السلاح النووي. وشدد المتحدث على ضرورة المعالجة العاجلة والتعبئة التامة من أجل مواجهة التهديدات التي يتعرض لها الأمن الغذائي بالكوكب، خاصة قارتا إفريقيا وآسيا، اللتان أشار إلى أنهما الأكثر والأسرع تضررا من تداعيات التغير المناخي. من جانبه، أبرز الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في رسالة وجهها للمشاركين في المنتدى، تلاها الأمين العام لمنتدى أصيلة، أن انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون ومستويات تركيزه في الغلاف الجوي بلغت مستويات قياسية، وآثار ذلك تتجلى في الأنماط القصوى من الطقس التي لا يمكن التنبؤ بها، مع ما ينجم عن ذلك من خسائر في الأرواح وتقلبات في أسعار المواد الغذائية، وكوارث مكلفة واضطرابات اجتماعية. ونبه مون إلى أن التعهدات المالية الحالية غير كافية للإبقاء على استقرار درجات الحرارة في مستوياتها الحالية، والحيلولة دون اضطرابها مما سيتسبب في كوراث طبيعية تهدد الكوكب برمته، مؤكدا على أن التغيرات المناخية تهدد العالم بأكمله، وليس دولا دون أخرى. وحضر الجلسة الافتتاحية كل من وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، ورئيس غانا السابق، جون أفيكيم كوفور، والمدير العام الأسبق لمنظمة التغذية والزراعة للأمم المتحدة، جاك ضيوف، وكاتبة الدولة السابقة للتغيير المناخي بإسبانيا، تريزا ربيرا. فيما غاب عن الجلسة الافتتاحية وزير الثقافة، محمد الأمين الصبيحي، ووزير الطاقة والمعادن، فؤاد الدويري، الرئيس المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط، مصطفى التراب. تجدر الإشارة إلى أن دراسة دولية صنفت المغرب بين الدول الخمس الأوائل "الأكثر هشاشة" فيما يخص مواجهة تبعات التغير المناخي.