سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موراتينوس: عندما تسقط الأمطار يفرح الفلاح المغربي ويقول إن العام سيكون جيدا وزير الخارجية الإسباني الأسبق يدعو السياسيين إلى اتخاذ قرارات جريئة لوقف التدهور البيئي
أكد ميغيل أنخيل موراتينوس، وزير الخارجية الإسباني الأسبق، وضيف المهرجان لأكثر من عشر سنوات متتالية، أن الأمن الغذائي ظاهرة تؤثر في الأمن المباشر للبشر. وقال إن الأبحاث والدراسات أكدت أن الأزمة الغذائية ترتبط بأزمة اجتماعية وسياسية، ولا بد من ضمان الأمن الغذائي المستديم، وهذا يجب أن يوضع في صميم اهتمامات المسؤولين. وأوضح موراتينوس أنه في الوقت الحاضر تم الإجماع على أنه شيء مخجل أن يموت الملايين جوعا ومرضا، ولا أحد فكر في اتخاذ تدابير استعجالية لاستئصال ذلك، وهذا يعني أن الإرادة السياسية غير موجودة. وفي معرض حديثه عن المغرب، أشار موراتيونوس إلى التحول الحاصل في مجال التنمية الزراعية في البلاد ومكافحة التصحر ومشروعات الطاقة البديلة التي هو مقدم على إنشائها. واعتبر أن المغرب ينهج سياسات خاصة بالأمن الغذائي، غير أن ذلك لا يكفي، فلا بد، حسبه، من تشجيع وعصرنة الهندسة الزراعية وتعزيز العلاقات في مجال الزراعة. وألمح موراتينوس إلى أن هناك جهودات لمنظمة الأغذية والزاعة (فاو) في هذا المجال، مؤكدا أن عليها ألا تبقى مجرد هيئة من الهيئات المكونة للأمم المتحدة، تابعة وبلا إرادة سياسية، بل عليها أن تتمتع بقوة اقتراح سياسي لتحقيق السلام والأمن العالميين، فتوفر الغذاء لسكان الكوكب، في اعتقاده، جزء من عملية سلام طويلة وتحد من أجل تحقيق الاستقرار العالمي المنشود في كافة القارات. مداخلة موراتينوس، على خلاف المداخلات السابقة أو التالية، اتسمت بعمق النظرة السياسية. إذ أكد أن موضوع التغير المناخي وأزمة الغذاء في العالم لا يمكن تركه فقط بيد الخبراء والتقنيين، فهو موضوع سياسي يرتبط باختيارات الأنظمة السياسية والخيارات الاقتصادية التي تنهجها، والمشروعات الكبرى التي تمولها، على حساب الوضع البيئي وسلامته، دون أن يحدث الوعي بالانعكاسات السلبية للعمليات الوحشية في تدمير المناخ، والتي من علاماتها الأولى ارتفاع درجة الحرارة في العالم بأكثر من درجتين. وأوضح موراتينوس أن الأسباب الأساسية التي كانت وراء عقد هذا الملتقى هو اكتشاف العلاقة بين تغير الزراعة وتغير الإقليم، فالمزارع كان دائما قلقا من المناخ ، مشيرا إلى أنه في المغرب لما تنزل الأمطار يقول الفلاح المغربي إن العام جيد، وهذا يعني أن تغير المناخ يلعب دورا كبيرا في طبيعة النشاط الزراعي. وقال موراتينوس: «لماذا لم تدرج الزراعة في توصيات الأممالمتحدة بصدد المناخ؟ قبل تلمس الحلول لا بد من طرح المشاكل الهيكلية، فلماذا لم يطرح المسؤولون الحلول». وبصدد الحلول، أكد موراتينوس أنه، في هذا الإطار، ظهرت مبادرات إقليمية مثل التحالف من أجل الأمن الغذائي، والتحالف من أجل الأراضي الجافة، لكن ذلك غير كاف، يضيف وزير الخارجية الإسباني الأسبق، حتى لو كان الهدف هو استباق الأوضاع الكارثية. وانتهى موراتينوس في مداخلة تشخيص الوضع الحقيقي في العالم ، ومدى وعي المسؤولين بخطورة تدهور المناخ على الأنظمة السياسية نفسها بالقول بأن منظمة الزراعة والتغذية يجب أن تكون قاطرة لكل الجهود المطروحة في مجال التصدي للتدهور البيئي.