كان موسم طانطان، الذي صنفته منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) سنة 2005 من روائع التراث الشفهي اللا مادي للبشرية، موضوع عرض قدم أمس الخميس خلال الاجتماع الشهري للجمعية الدولية للدبلوماسيين بإسبانيا، الذي عقد بمقر إقامة المغرب في مدريد. وقالت نور بوحنانا، عضو المكتب المؤسس "الموكار" لتعزيز والحفاظ على موسم طانطان، التي يرأسها محمد فاضل بنيعيش، سفير المغرب بإسبانيا، في عرض بالمناسبة، إن هذا الحدث الشهير دوليا يروم الاحتفال بالثقافة البدوية من خلال إبراز والحفاظ على مختلف أبعاد الحياة اليومية للإنسان الصحراوي كوسيلة للتنمية المستدامة في المنطقة. وأضافت بوحنانا، أمام أعضاء الجمعية الدولية للدبلوماسيين بإسبانيا، وهي منظمة خيرية تضم الموظفين وعقيلات السفراء الأجانب المعتمدين بمدريد، أن موسم طانطان، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لقاء سنوي لبدو الصحراء يجمع أزيد من ثلاثين قبيلة من جنوب المغرب ومن مناطق أخرى من شمال غرب إفريقيا لإبراز التراث الثقافي الصحراوي الأصيل، والمؤهلات التي تزخر بها الصحراء المغربية. وأشارت إلى أن هذا الحدث يشكل، أيضا، فرصة لتقديم التعبيرات الثقافية المتنوعة لبدو وقبائل الصحراء المغربية مثل الموسيقى والأغاني الشعبية، والألعاب، والمسابقات الشعرية، وتقاليد شفوية حسانية أخرى، معتبرة أن موسم طانطان هو رافعة أساسية للتنمية المستديمة، والمصالحة بين الشعوب، وأن الاعتراف بهذا الموسم كتراث غير مادي للبشرية من قبل اليونيسكو يؤكد العناية التي يحيط بها جلالة الملك المجال الثقافي. وقالت بوحنانا إن موسم طانطان لا يجسد فقط تاريخ مدينة، وإنما جهة برمتها وبلدا متشبثا بتقاليده العريقة مع توجه مستديم نحو المستقبل، مبرزة أن هذا الموسم، الذي يرمز للسلام والتسامح، أضحى فضاء مهما للتبادل الثقافي والاقتصادي بين قبائل المنطقة التي عبرت باستمرار عن ولائها للسلاطين العلويين وتشبثهم بالعرش. وتميز هذا التقديم، الذي يندرج في إطار الترويج الدولي لهذا الحدث، بعرض فيلم وثائقي حول موسم طانطان، تتبعه الحاضرون باهتمام كبير.