قال تاج الدين الحسيني أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس أكدال بالرباط إن القرار الجديد حول قضية الصحراء المغربية، الذي اعتمده مجلس الأمن أمس الثلاثاء، جاء لصالح الطرح المغربي ويعد انتصارا للدبلوماسية المغربية. وأوضح الحسيني في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بهذا الخصوص، أن القرار الأممي الجديد يعد انتصارا للمغرب ليس فقط على مستوى المفاوضات، بل يعد ضربة قوية للحملة الشرسة التي قادتها الجزائر وعدد من الدول الإفريقية المنتمية إلى الاتحاد الإفريقي، والتي تتمتع بعضوية داخل مجلس الأمن. وأكد أن مشروع القرار الذي ارتكز على قرار صاغته الأممالمتحدة يعد انتصارا للموقف المغربي. ففي ما يتعلق بحقوق الإنسان يوضح الحسيني، أشاد قرار مجلس الأمن بما قام به المغرب سواء ما يتعلق بإنشاء المجلس الوطني لحقوق الإنسان وفروعه خاصة بكل من العيون والداخلة، والمصادقة على البروتوكول الاختياري المتعلق بمناهضة التعذيب أو التعديلات على قانون القضاء العسكري، كما ذهب المغرب بعيدا في مجال الحث على تحسين آليات مراقبة الوضع الحقوقي خاصة في الأقاليم الجنوبية، وذلك رغبة منه في تحقيق العدالة. وسجل أن الانتصار كان على مستوى مطالبة الجزائر بالقيام بإحصاء اللاجئين في تندوف، معتبرا أن الأمر يتعلق ب"كرة ثلج" تضع الجزائر أمام مسؤولياتها بخصوص فضائح تهريب المساعدات الإنسانية المخصصة لساكنة المخيمات ومنع اللاجئين من مغادرة المخيمات. وفي هذا الإطار، يعد القرار الأممي مكسبا مهما وجوابا ضمنيا على أطروحة "البوليساريو" والجزائر. وأكد الحسيني أنه من الأساسي الآن بالنسبة للدبلوماسية المغربية بمفهومها الواسع، الرسمية والموازية، التركيز على الساحة الإفريقية، وتوجيه نظرها للمراكز الأساسية لاتخاذ القرار الإفريقي، معتبرا أن المعركة المقبلة يجب أن تركز على الاتحاد الإفريقي وتمكن بالتالي من سحب البساط من تحت أقدام "البوليساريو" والجزائر من أجل استعادة الشرعية داخل الاتحاد الإفريقي، "مربط فرس القضية".