ذكرت وزارة الثقافة أن اكتشافا علميا بالغ الأهمية بالنسبة لتاريخ وتطور الإنسان القديم بشمال إفريقيا، تم العثور عليه بموقع طوما 1جنوب غرب الدارالبيضاء، ويتعلق الأمر بمستحث بشري جديد عثر عليه بمغارة البقايا البشرية، وهو عبارة عن جسم عظم الفخذ ينسب لإنسان أومو روديسينسيس. يعتبر هذا المستحث أحد عظام الفخذ القلائل المكتشفة على الصعيد الإفريقي بالنسبة لفترة البليستوسين الأوسط (مابين 780000و 125000) قبل الحاضر والذي يمكن مقارنته بالمستحث المكتشف سابقا بعين معروف (إقليمالحاجب). تمكن هذه البقايا من التعرف على الحجم والهيئة وطريقة التنقل الخاصة بهؤلاء السكان الأقدمون. واعتمادا على الآثار البديهية الملاحظة على سطح عظم الفخذ لموقع طوما1، يتبين أن هؤلاء البشر شكلوا أيضا فريسة للحيوانات اللاحمة والمفترسة.أما بالنسبة لتاريخ هذا المستحث البشري، فيقدر حسب المعطيات الأركيومترية والجيولوجية والبيولوجية المنجزة بالموقع، بأكثر من 500ألف سنة قبل الحاضر. يندرج هذا الاكتشاف العلمي المهم في إطار الأبحاث والحفريات المنتظمة التي ينجزها المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث التابع لوزارة الثقافة المغربية والبعثة الأثرية الفرنسية الساحل/المغرب التابعة لوزارة الشؤون الخارجية والأوربية الفرنسية منذ 1978وذلك داخل برنامج الأبحاث المعروف ب''ما قبل التاريخ بولاية الدارالبيضاء الكبرى'' والذي يشرف عليه الأستاذ عبد الرحيم محب (محافظ ممتاز للآثار والمواقع/باحث في ما قبل التاريخ (المديرية الجهوية للثقافة/ القنيطرة) والأستاذ جون بول رينال (مدير أبحاث بالمعهد الوطني للبحث العلمي الفرنسي، جامعة بوردو1). وتدخل الحفريات التي يعرفها موقع ما قبل التاريخ لمقلع طوما 1في سياق التعاون المغربي/الفرنسي في ميدان الأركيولوجيا بمساعدة معهد ماكس بلانك بلايبسيس/ألمانيا وجهة أكيتان/فرنسا. تجدر الإشارة إلى أن التنقيب المنتظم بمغارة البقايا البشرية بموقع طوما 1سبق وأن أسفر عن اكتشاف عدة بقايا بشرية أخرى منها : نصف فك سفلي (1969)، عدة أسنان (بين 1994و 2006)، فك سفلي كامل (2008)، جزء خلفي لفك سفلي لطفل (2009)، علاوة عن بعض أجزاء الجمجمة. وتعد هذه البقايا المؤرخة بأكثر من 500ألف سنة قبل الحاضر والتي تنتمي كما سلف الذكر إلى أومو روديسينسيس الأولى من نوعها التي تستخرج نتيجة حفريات أثرية علمية منتظمة ودقيقة. وأقيمت مؤخرا حفريات أثرية مهمة بمنطقة أنشريف قرب قرية تاغروت التابعة للمجال الترابي للجماعة القروية سكورة بإقليم بولمان وسط جبال الأطلس المتوسط. وتدخل هذه التنقيبات في إطار برنامج تعاون علمي أبرم بين المعهد الوطني لعلوم الاثار والتراث التابع لوزارة الثقافة من جهة، وجامعة لشبونة البرتغالية من جهة أخرى. وأسفرت تلك الحفريات الأثرية على اكتشاف بقايا عظام كبيرة الحجم كان يعتقد في البداية أنها تنتمي لصنف من الديناصورات المنقرضة منذ ملايين السنين، قبل أن تؤكد النتائج الأخيرة على أنها عظام نوع قديم من الفيلة كانت تعيش بشمال إفريقيا.