أعلن المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث التابع لوزارة الثقافة المغربية عن اكتشاف علمي جديد يتعلق بتاريخ وتطور الإنسان القديم بشمال إفريقيا، من خلال العثور على مستحث بشري جديد بمغارة البقايا البشرية بموقع طوما 1 جنوب غرب الدارالبيضاء، وهو عبارة عن جسم عظم الفخذ ينسب لإنسان أومو روديسينسيس. وأشار البلاغ الصحفي للمعهد توصلت أون مغاربية بنسخة منه ، أن هذا المستحث يعتبر أحد عظام الفخذ القلائل المكتشفة على الصعيد الإفريقي بالنسبة لفترة البليستوسين الأوسط (مابين 000 780 و 125000) قبل الحاضر والذي يمكن مقارنته بالمستحث المكتشف سابقا بعين معروف (إقليمالحاجب). تمكن هذه البقايا من التعرف على الحجم والهيئة وطريقة التنقل الخاصة بهؤلاء السكان الأقدمون. واعتمادا على الآثار البديهية الملاحظة على سطح عظم الفخذ لموقع طوما1، يتبين أن هؤلاء البشر شكلوا أيضا فريسة للحيوانات اللاحمة والمفترسة. أما بالنسبة لتاريخ هذا المستحث البشري، فيقدر حسب المعطيات الأركيومترية والجيولوجية والبيولوجية المنجزة بالموقع، بأكثر من 500 ألف سنة قبل الحاضر. واضاف البلاغ أن عظم الفخذ هذا عثر عليه بجانب أدوات منحوتة على الأحجار تميز الحضارة الأشولية خلال فترات ما قبل التاريخ وأيضا بقايا متحجرة لمجموعة من الحيوانات اللاحمة والعاشبة والقوارض مثل الغزال، الظباء، الخنزير، الخيليات، الدب، الضبع، القردة، وحيد القرن، الدربان، الأسد، والكلبيات (ابن آوى)، إلخ...وحسب آخر الدراسات، فإن الحيوانات اللاحمة تظل السبب الرئيسي وراء تكدس وتواجد البقايا الحيوانية والبشرية داخل المغارة. تجدر الإشارة إلى أن التنقيب المنتظم بمغارة البقايا البشرية بموقع طوما 1 سبق وأن أسفر عن اكتشاف عدة بقايا بشرية أخرى منها : نصف فك سفلي (1969)، عدة أسنان (بين 1994 و 2006)، فك سفلي كامل (2008)، جزء خلفي لفك سفلي لطفل (2009)، علاوة عن بعض أجزاء الجمجمة. وتعد هذه البقايا المؤرخة بأكثر من 500 ألف سنة قبل الحاضر والتي تنتمي كما سلف الذكر إلى أومو روديسينسيس الأولى من نوعها التي تستخرج نتيجة حفريات أثرية علمية منتظمة ودقيقة. ويندرج هذا الاكتشاف العلمي المهم في إطار الأبحاث والحفريات المنتظمة التي ينجزها المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث التابع لوزارة الثقافة المغربية والبعثة الأثرية الفرنسية الساحل/المغرب التابعة لوزارة الشؤون الخارجية والأوربية الفرنسية منذ 1978 وذلك داخل برنامج الأبحاث المعروف ب''ما قبل التاريخ بولاية الدارالبيضاء الكبرى'' والذي يشرف عليه الأستاذ عبد الرحيم محب (محافظ ممتاز للآثار والمواقع/باحث في ما قبل التاريخ (المديرية الجهوية للثقافة/ القنيطرة) والأستاذ جون بول رينال (مدير أبحاث بالمعهد الوطني للبحث العلمي الفرنسي، جامعة بوردو1). تدخل الحفريات التي يعرفها موقع ما قبل التاريخ لمقلع طوما 1 في سياق التعاون المغربي/الفرنسي في ميدان الأركيولوجيا بمساعدة معهد ماكس بلانك بلايبسيس/ألمانيا وجهة أكيتان/فرنسا. ويمكن القول أن موقع طوما 1 يعد اليوم مرجعا ضروريا ومحطة لا محيد عنها من أجل معرفة ودراسة الاستقرار البشري القديم بشمال غرب إفريقيا وذلك خلال فترات حاسمة من تطور الإنسان مما يحتم انخراط الجميع (باحثين ومسؤولين) من أجل حمايته بصفة نهائية.