تزايدت في الفترة الأخيرة ، ظاهرة تغييرالمدربين و سرعة الإستغناء عنهم ، سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات الوطنية ، وتكاد لا تستثني فريقا مغربيا من ذلك . فما السبب وراء تفاقم هذه الظاهرة؟ و لماذا يتم الإستغناء عن المدربين بسرعة قياسية ؟ و ما هي نتائج كثرة تغيير المدربين على مستوى الدوري المغربي للمحترفين ؟ لغة إقالة المدربين في تاريخ الكرة المغربية طبعت مسيرة الأندية والمنتخبات، بل أصبحت في الفترة الأخيرة مصيراً جهنمياً يواجه المدرب مهما كانت سمعته في عالم التدريب. وإذا تحدثنا عن سرطان إقالة المدربين هذه السنة ، سنصل إلى سابع مدرب من أصل 16 ، إنفصلوا عن فرقهم منذ بداية الموسم الجاري و إلى غاية الدوري العاشرة منه . وداد فاس ، أول فريق مغربي هذا الموسم وقع في فخ موضة تغيير المدربين، ، فأقال مدربه فتحي جمال و عوضه بالإطار الوطني خالد كرامة ، قبل أن يعفي نادي شباب الريف الحسيمي مدربه السويسري زرماتن و يعين حسين أوشلا على رأس الإدارة التقنية للفريق ، فريق نهضة بركان سار على نفس منوال الفريقين السابقين و وقع مع يوسف لمريني خلفا للسويسري باربويس . و بعد كثرة النتائج السلبية و المتواضعة لنادي الجيش الملكي سارعت إدارة الفريق إلى إيجاد خلفا للإطار الوطني جواد الميلاني فقامت بفسخ التعاقد معه بالتراضي و أعادت رشيد الطاوسي للقلعة العسكرية . نادي المغرب الفاسي لم يسلم هو كذلك من موضة تغيير المدربين فتعاقد مع شارل روسلي خلفا لإبن الدار طارق السكيتيوي ، قبل أن يقيل نادي جمعية سلا مدربه عزيز الخياطي و يعوضه بالمدرب أمين بنهاشم . و كان فريق الرجاء البيضاوي اخر مشارك، لحدود الساعة ، في مسلسل إقالة المدربين ، و ذلك عندما إنفصل عن الجنرال ، العارف بخبايا البيت الأخضر ، امحمد فاخر ... بعد هذه المعطيات ، نلاحظ أنه رغم أن الموسم الكروي ما يزال في بدايته، ولم تنقض سوى جزء من المرحلة الأولى منه ، غير أن حصيلة المدربين الذين تمت إقالتهم أو تقدموا باستقالتهم ارتفع إلى 7 مدربين من أصل 16 مدربا، وهو رقم وصفه مختصون في الشأن الكروي ب"المفزع والخطير". الغريب في الأمر ، هو أنه عندما تتراجع النتائج وترتفع احتجاجات الجماهير، لا يجد المسؤولون داخل النوادي سوى هذه الخطوة و ذلك من أجل إخماد نار الانتقادات، ألا و هي اقالة المدرب، حيث يجعل منه كبش فداء و شماعة لتعليق الاخفاقات و قرصا يهدئ به الجماهير.. يا أسفاه على المدرب المسكين الذي لا يجد وسيلة سوى الخضوع للأمر الواقع والرحيل في صمت .. في الختام ، إذا أردنا أن تشرق شمس الكرة المغربية فإنه من الواجب علينا أن نتذكر أن معادلة النجاح والاستقرار في أي نادي أساسها العلاقة الصحيحة، والتي تتشكل من ثلاثة عناصر أساسية: المدرب واللاعب والإداري، وعلى كل طرف أن يلعب دوره كاملاً دون تجاوز حدوده ومسؤولياته، المعادلة تبدو صعبة، لكن ثمن الاستقرار والنجاح يبدو سهل المنال ..