اعتنقل طبيب روسي ملحد الإسلام، وهذه قصته كما رواها، وأودرها موقع "مسلم كونفيرت".. انتهيت مؤخرا من الدراسات العليا، وأنا الآن أحضر لأطروحة الماجستير. كان اعتناقي للإسلام غريبا بعض الشيء في المجتمع الروسي الحديث؛ لأنه كانت توجد صورة نمطية أن كبار السن الذين لم يتلقوا تعليما كتعليم الحياة الحديثة، يصبحون غالبا مسلمين. والأمر الذي قد يكون السبب في اختياري هذا، قد يعود إلى طبيعة عملي (طبيب جراح) فأنا أعرف تركيبة جسم الإنسان، وما بداخله ومعتاد على رؤية معاناة الناس مع الأمراض والآلام، وأن كل هذه الأمور تعود للقدر مهما حاول الشخص تخطيها أو التغلب عليها. ففكرة وجود خالق تعلو قدرته على المخلوق كانت تدور في داخلي. وعندما كنت صغيرا كنت أعيش مع أمي وجدتي اللتين كانتا ملحدتين. فلم يكن هناك مكان لأتعلم عن الأديان، ولكنني أحسست بشكل يسير أن هناك قوة عليا رحيمة، تسيطر على هذا العالم وأقدار الناس بيدها. وكنت أقرأ الكثير من الأدب الديني في صغري، ولكنه كان كل الذي يقال إلحادا، ولم أجد أجوبة على أسئلتي. وبعدها في بداية التسعينات كان العهد الجديد(1) بحوزتي وزادت حيرتي. ولم أفهم كيف للنبي عيسى عليه السلام أن يكون بشرا، وابن الله في الوقت نفسه! وكيف يكون لله أولاد وبنات، ومعتقد الثالوث (الرب والابن والروح المقدسة)! وأكثر سؤال متناقض كان يدور في بالي هو لما يجب أن تكون هناك كنيسة أو مكان ليتواصل البشر مع الله، ولا يستطيعون فعل ذلك بطريقة مباشرة وفي أي وقت ومكان؟ كنت أشعر بأنني تائه في هذه الحياة، لعيشي على مبدأ أن هذا الكون وجد بنفسه، وعدم الإيمان بأي عقيدة أو مذهب. وبدأت قصة اعتناقي للإسلام في ربيع 1998م بالتواصل مع أحد زملائي الجراحين الذي عمل في موريتانيا لمدة 12 سنة وأصبح مسلما هناك، وعاد إلى روسيا لفترة. وبتواصلي الدائم معه، تعلمت الكثير عن مبادئ الإسلام. قدم لي الأدب الإسلامي بالروسية، وترجم لي معاني القرآن الكريم، وكان يعرف اللغة العربية أيضا. وبعد فترة أصبحت مسلما ولله الحمد. وبعدها ذهبت إلى المسجد مع زميلي، وبحضرة إمام المسجد وبعض المسلمين نطقت الشهادتين. ومنذ تلك اللحظة تغيرت حياتي بشكل كبير جدا. فقد وجدت ما كنت أبحث عنه في اللاوعي، فقد وجدت الطمأنينة وراحة البال.