رفع حميد شباط، الامين العام لحزب الاستقلال، وهو يخطط لزيارة مدينة الرشيدية، عاصمة الجهة الجديدة "درعة تافيلالت"، وتنظيم لقاء تواصلي بها، على غرار غريمه الجديد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، (رفع) تحديا صعبا على نفسه، وهو ضرورة حشد عدد أكبر من المواطنين من ذاك الذي حضر للمهرجان الخطابي لبنكيران في ذات المكان وذات التوقيت، لإيصال رسالة إلى "عدوه الجديد" مفادها أن لزعيم حزب الاستقلال شعبية كالتي لبنكيران. فهل نجح شباط في ربح الرهان؟ قبل وصول حميد شباط إلى ساحة الحسن الثاني بمدينة الرشيدية، حيث سيؤطر لقاءه التواصلي بمناسبة الاحتفاء بمرور 80 سنة على تأسيس حزب الاستقلال، كانت وفود المواطنين "المُستقدمين" من خارج مدينة الرشيدية، سواء من داخل جهة "درعة تافيلالت" أو من غيرها، تصل اتباعا إلى الساحة لتأثيث المشهد واحتلال الصفوف الأولى. وهكذا استقدم رجال ونساء وقاصرون من مدن ميدلت، زاكورة، تنجداد، تنغير، ورزازات، أرفود، الجرف، الريصاني، مريرت، زايدة، بل ومن فاس، قلعة حميد شباط، أيضا. واستعملت لأجل ذلك 20 حافلة للركاب وازيد من 15 سيارة من الحجم المتوسط والتي تستعمل عادة للنقل "المزدوج". وعلما أن حمولة حافلة الركاب لا تقل عن 50 مقعدا، وحمولة "النقل المزدوج" لا تقل عن 15 مقعدا، فإن عملية حسابية بسيطة تبين أن أزيد من 1500 شخصا استقدموا من خارج مدينة الرشيدية. واستطاع حزب الاستقلال بعد هذا كله حشدا كبيرا من الناس، يبدو شبيها بذلك الذي احتشد في المهرجان الخطابي لعبد الإله بنكيران، غير أن التفاصيل الدقيقة تُبين العكس. فبينما كانت الساحة ممتلئة في المهرجان الخطابي لبنكيران، ظهرت بقع فارغة في الساحة في مهرجان شباط، خصوصا على مستوى مقدمة الحشد بالقرب من المنصة وفي بعض الأماكن في الوسط، حكما تظهره الصور. الساحة ممتلئة في مهرجان بنكيران فراغات في الساحة في مهرجان شباط ورغم أن اللقاء التواصلي كان مبرمجا أن ينطلق مع الخامسة بعد الزوال، لم يبدأ إلا بعد الساعة السادسة، واعتمدت أوركسترا شعبية وفرقة للملحون وفرقة "الدقةالمراكشية" وفرق من "الطبالة والغياطة" من أجل، على ما يبدو، اجتذاب أكبر عدد ممكن من ساكنة المدينة قبل وصول حميد شباط. وبينما قدرت مصادر من السلطة المحلية الذين حضروا المهرجان الخطابي لبنكيران في منتصف مارس الماضي بأنه اقترب من 20 ألف، تتحدث أرقام عن أن نسبة الحضور في مهرجان شباط، مقارنة مع بنكيران، لا تتعدى 70 في المئة. وبقراءة لكل المعطيات السالفة الذكر، يمكن أن نخرج باستنتاج مفاده أن شباط فشل في "تحطيم" رقم بنكيران بالرشيدية، وبالتالي فالرسالة التي كان يود إيصالها إلى غريمه الجديد، وحليفه السابق، تعذر وصولها.