استجابت مؤسسة "مؤمنون بلا حدود" الموجودة بدولة الإمارات العربية المتحدة للطلب الذي وجهه لها أحمد الريسوني، الفقيه المقاصدي المغربي، والذي دعا فيه المؤسسة إلى "الاعتذار" عن استدعائه للمشاركة في إحدى ندواتها، معربة في الوقت ذاتها عن "إدانتها الشديدة" لوصفها ب"مؤسسة تدعو إلى الإلحاد". وكان أحمد الريسوني قد قال في لقاء مفتوح مع الطلبة المنضويين تحت لواء "منظمة التجديد الطلابي"، الخميس الماضي، في سياق منتداها الوطني، والذي حضرته "الرأي"، (قال) إن مؤسسة "مؤمنون بلا حدود": "تبدأ بالإيمان لتنتهي بالإلحاد"، وحذر مما صوفه ب"الدور الخطير الذي يمكن أن تقوم به". وأوضح الريسوني، حينها، أن المؤسسة المذكورة وجهت إليه الدعوة للمشاركة في إحدى ندواتها، مضيفا أنه "فكر في الاعتذار عن الحضور، لكنه لم يفعل، فالأولى أن يعتذروا له هم عن استدعائه"، وهو ما استجابت له المؤسسة بعد قراءتها للخبر على "الرأي". وقال بيان للمؤسسة، ردا على الريسوني، "ندين بأشد العبارات ونستغرب وسمنا بمؤسسة تدعو للإلحاد"، مشيرة إلى أن جميع الدراسات والأبحاث "لدينا ليس فيها من شيء يدعو لمثل هذا الاتهام الخطير، ومن لديه بينة بذلك فليقدمها ولا نخشى من تحمل المسؤولية حينذاك". ولفت البيان الانتباه إلى وجود "مجموعة كبيرة من الباحثين ومعظمهم مغاربة ومن مختلف أنحاء العالم العربي، -في المؤسسة- وكذلك مفكرين مرموقين لا يمكن لأحد أن يطعن في دينهم، من أعضاء في مجلس الأمناء ومستشارين وكتاب"، مضيفا "فمن المستهجن جداً وغير المقبول أن يوسم كل هؤلاء بأنهم يعملون لنشر الإلحاد". واعتبرت المؤسسة كلام الريسوني "اتهام خطيرا جدا بالتكفير لا ينسجم مع القيم الإسلامية"، مضيفة أنه "يأتي في سياق تشتد فيه الاتهامات المتبادلة بين أبناء الأمة والوطن بالتكفير والخروج من الملة، بل يمارس القتل وإهدار الحياة بناء على مثل هذه الآراء والاتهامات، وخصوصاً إذا صدرت من رجال دين معتبرين ولهم مكانتهم العلمية"، حسب نص البيان. نص البيان قال أيضا: "نحن كمؤسسة، نترفع عن مجاراة الخطابات الاستفزازية، ونرفض المزايدة على الناس في معتقداتهم، ومن كانت لديه فكرة يريد نقاشها في فضاء حر، أو فكرة يريد نقدها بكل أريحية حتى لو كانت المؤسسة ذاتها، فنحن نرحب بالسجال الفكري، ولكننا نترفع عن التعريض الشخصي، ونتمنى أن يرتقي الجميع نحو مسؤولياتنا المشتركة في الحفاظ على السلم المجتمعي". وأضاف: "نأمل ألا يكون ما نشر على لسان الدكتور أحمد الريسوني صحيحاً، وقد انتظرنا يومين قبل الإدلاء بهذا التصريح، علّه يكون خاطئاً أو منقولاً بشكل محرف فيتم تصحيحه". وأكد المصدر ذاته أن دعوة المؤسسة للريسوني "ألقينا وبادرنا بالسلام مؤمنين بذلك، ونذكر الدكتور الفاضل أحمد الريسوني بقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا وعند الله مغانم كثيرة"، حسب نص البيان ذاته.