تسود حالة من الغضب والاحتقان بعمالة مقاطعة الدارالبيضاء انفا وسط أعوان السلطة (المقدمين) جراء تفشي خبر تلاعب المسؤولين بالعمالة بملف تصريح العاملين بشكل راتب وشهري، لدى النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد. ويهم هذا النظام المستخدمين المؤقتين والمياومين والعرضيين العاملين بقطاع الوظيفة العمومية والجماعات المحلية. ووفق مصادر "الرأي"، فإن عددا من أعوان السلطة (المقدمين) اكتشفوا أنهم ضحايا عدم التصريح بهم بشكل راتب قد يستثني سنة من عملهم لدى الصندوق المذكور، بعد الإطلاع على وضعيتهم الموضوعة رهن إشارة المنخرطين على موقع النظام (rcar.ma). ويوجه الغاضبون أصابع الإتهام صوب الكتابة العامة للعمالة، الجهة المكلفة رسميا بتدبير منح رواتبهم، بعد تضرر عدد من المتقاعدين من هذا التلاعب والتهرب الذي انعكس على احتياطهم لدى الصندوق. وأوضحت مصادر "الرأي" أن من هؤلاء من لم يتجاوز راتبه من التقاعد 1200درهم بعد سنوات من العمل قد تتجاوز 30 سنة، دون إغفال أن عون السلطة (المقدم) لا يتجاوز راتبه الشهري الأصلي 900 درهم مع بعض التعويضات، رغم الأدوار المهمة التي توكل إليه، والتي قد تصل حدود لعب دور البديل عن الموظفين الأشباح لدى بعض المقاطعات والدوائر الحضرية. وينضاف مشكل التهرب من التصريح بالعاملين لدى النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد، إلى قائمة المشاكل التي يعاني منها (المقدم)، خصوصا بالعمالة المذكورة، لارتباط عمل هذه الفئة مع سكان المدينة القديمة، التي تعرف إشكالات عميقة تهم إعادة إسكان ساكنة مشروع المحج الملكي، وانتشار آفات اجتماعية خطيرة، تتطلب دعمهم للمجهودات الأمنية لتوفير الأمن والأمان بالمنطقة. وعقد المسؤول الأمني الأول بالمنطقة لقاءا تواصيا مع أعوان سلطة البيضاء أنفا، قصد تحفيزهم لأداء هذا الدور، إلا أن الأمر لم يرقَ للمستوى المطلوب، وهو ما يعبر عنه أحد أعوان السلطة (مقدم) "بغياب أي حماية أمنية شخصية لعون السلطة"، مضيفا "خصوصا وأن هناك حالات تم فيها تسريب معطيات من قبل جهات أمنية بأن العون (الفلاني) هو من حرر ضد أحد باعة المخدرات الشكاية، مما يشكل تهديدا مباشرا له ولأسرته"، مشددا "علما أن أغلب الأعوان يقطنون نفس الحي الذي يشتغلون به". ويطالب المقدمون بالعمالة الوالي الجديد بالتدخل لوقف هذا "الحيف الذي لحقهم" خصوصا بعد "الوعود التي قطعها على نفسه بإعطاء الأولوية لحكامة التدبير، إسجاما مع الخطاب الملكي الأخير الذي خص فيه الملك محمد السادس مدينة الدار بيضاء بالذكر".