يبدو أن موضوع خطبة الجمعة الماضية الذي خصصته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لأهمية الرضاعة الطبيعية قد جر النقاش حول موضوع سبق أن أثار جدلا بين فقهاء ودعاة مسلمين . موضوع رضاع الكبير أثار هاته المرة تساؤلات الشيخ المغربي والداعية الإسلامي محمد عبد الوهاب الملقب بأبي حفص . أبو حفص قال في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن رضاع رضاع الكبير ثابت في الصحيحين وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أم حذيفة أن ترضعه حتى يصير محرما لها مع أنه رجل كبير. قالت : يا رسول الله إنه رجل كبير. وفي رواية: رجل كبير ذو لحية، فقال : علمت انه رجل كبير، أرضعيه تحرمي عليه". وأضاف أبو حفص قائلا "من قال بالخصوصية لا دليل له وقد بين النبي عليه السلام الخصوصية فيما هو أقل من ذلك بكثير، ومن قال بالعموم لايستسيغ العقل عمومه. فكيف يحرم الرجل على المرأة بمجرد رضعات اختلفوا هل تضعها في كأس أم تلقمها ثديها وإن كان رجلا بلحية تصل سرته؟ وهل يتصور أن تدخل السيدة عائشة على حرم رسول الله وبيته الرجال الأغراب لشربات من الحليب فاقدة لكل أمومة ودفء وحنان؟" وبالرغم من ثبات ذلك في الصحيحين إلا أن أبو حفص وجد إشكالا ولم يستسغ أن تدخل المرأة المسلمة على غرباء وتديها مكشوف . وقال أبو حفص أن من الأحاديث المشكلة عندي (رضاع الكبير). فالنصوص صريحة فيه وان ادعى الجمهور الخصوصية من غير دليل، وقصة سالم مولى أبي حذيفة في الصحيح، وليس معها ما يدل على الخصوص، بل فيها ما يدل على العموم، وهو تبني السيدة عائشة لهذا الرأي بل ومناظرتها لباقي الأمهات عليه، أكثر من ذلك تطبيقه عمليا فقد كانت حسب الروايات إذا أرادت أن يدخل عليها الرجل أرسلته إلى بنات أخواتها فأرضعنه"" ويرى عبد الوهاب رفيقي أن الموضوع يطرح تساؤلات تحتاج لإجابات علمية بعيدا عن كل شحن عاطفي أو تعصب مذهبي"