اجتمع الفاعلون في الشأن الجهوي لجهة مراكش تانسيفت الحوز، بحر الأسبوع الجاري، في لقاء بمقر الولاية بمراكش خصص لتدارس المشاريع المهيكلة لحماية مدينة مراكش من خطر الفيضانات وتقديم حصيلة الخسائر التي خلفتها الأمطار الاستثنائية التي شهدتها المدينة مؤخرا. وتشمل هذه المشاريع التي قدمت خلال هذا اللقاء ، الذي ترأسه والي الجهة محمد فوزي بحضور والي أمن المدينة وعدد من المنتخبين المحليين والبرلمانيين ورؤساء المصالح الخارجية، تهيئة واد إيسيل وإنجاز ثلاثة خنادق لحماية الأحياء الجنوبية للمدينة من الفيضانات وإعادة تهيئة واد البهجة .وبخصوص مشروع تهيئة واد إيسيل، الذي يمتد إنجازه ما بين 2011 و 2015 ، فقد خصص له غلاف مالي إجمالي يصل إلى 3ر151 مليون درهم قدم منها 3ر77 مليون درهم، فضلا عن انجاز سد صغير على جنب الوادي بغلاف مالي يقدر ب30 مليون درهم. وفي هذا الصدد، دعا المشاركون في هذا اللقاء، إلى البحث عن الموارد المالية الكافية لإنهاء الأشغال بواد إسيل وإيجاد حل جذري لمعضلة رمي مخلفات البناء في الوادي مع ضرورة ضمان استمرارية صيانة وتنقية سرير الوادي وتهيئة جنباته .أما مشروع إحداث ثلاثة خنادق لحماية الأحياء الجنوبية للمدينة من الفيضانات، فقد رصد له غلاف مالي إجمالي يقدر ب 150 مليون درهم موزع ما بين 10 ملايين درهم لإنجاز خندق أوريكة على طول 10 كيلومترات والذي بلغت نسبة الأشغال فيه مائة بالمائة، و100 مليون درهم بالنسبة لخندق البهجة و 40 مليون درهم لخندق هرية وقد وصلت نسبة تقدم الأشغال فيهما على التوالي 90 في المائة و70 في المائة. وقد عرف هذا المشروع، حسب تقرير أنجزته مصالح الولاية، عدة تعثرات بسبب تعرضات ذوي الحقوق وعدم سلك المسطرة القانونية لإنجاز المشروع نظرا للطابع الاستعجالي. وأشار التقرير أيضا إلى ضرورة توسعة واد البهجة الصغير لاستيعاب المياه المحولة من خندق البهجة، حيث تقدر التكلفة المالية للمشروع بحوالي 9 ملايين درهم منها 1ر3 مليون درهم برمجت من طرف وكالة الحوض المائي لتانسيفت في حين بقي مبلغ 9ر5 مليون درهم في انتظار تعبئة موارد أخرى.كما قدمت بنفس المناسبة حصيلة الخسائر التي خلفتها الأمطار الاستثنائية التي تهاطلت على المدينة ليلة 17 -18 شتنبر الماضي والتي بلغت حوالي 58 ملم وهو ما يفوق معدل التساقطات المحتملة خلال مائة عام في نفس المدة الزمنية. وقد خلفت هذه الأمطار هدم 86 منزلا بالكامل و126 جزئيا وإدراج 260 منزلا ضمن لائحة المنازل الآيلة للسقوط ، فضلا عن غمر مياه الصرف الصحي للعديد من المنازل وانقطاع حركة السير ببعض المحاور الطرقية، كما ترتب عنها تضرر الشبكة الطرقية وصعوبة في حركة السير ببعض الشوارع داخل المدينة . وخلص المشاركون في هذا اللقاء إلى التأكيد على ضرورة تعبئة الموارد المالية اللازمة لإتمام إنجاز كل المشاريع الخاصة بحماية المدينة الحمراء من الفيضانات ، وتضافر الجهود لتجاوز معيقات إنجاز بعض المشاريع المبرمجة وإدراج بعض الأحياء غير المستهدفة في إطار الدور الآيلة للسقوط .كما دعوا إلى توفير إمكانيات لوجستيكية خاصة للتدخل السريع والفعال خلال حدوث الفيضانات، وتكاثف جهود السلطات المحلية والهيئات المنتخبة للحد من معضلة رمي الأتربة وبقايا البنايات في مجاري المياه وخاصة واد إيسيل وتدارك النواقص التي أبانت عنها الأمطار الأخيرة فيما يخص تصريفها داخل بعض الأحياء والشوارع مع دراسة الحلول الناجعة.