عيد الأضحى بالنسبة للجزار "خالد. ب" ومعظم الممارسين للمهنة ذاتها هو أكثر من مجرد عيد، هو رخصتهم السنوية الوحيدة التي يخلدون فيها للراحة بعيدا عن السكاكين والثلاجة! عطلة قد تمتد إلى شهر لكنها لا يمكن أن تقل عن أسبوعين. وهو أيضا فرصة يربح فيها جزارون آخرون مبلغا مهما من المال. الجزار.. عام شاق في انتظار العيد في حديثه ل "الرأي"، قال الجزار خالد، 36 سنة، "نمضي العام كله في العمل الشاق الذي يبدأ من ساعات مبكرة من الصباح وينتهي في ساعة متأخرة من الليل"، مضيفا "ومناسبة العيد الأضحى المبارك فرصة نرتاح فيها ونتفرغ لأسرنا ووالدينا". وتابع الجزار، أب طفلين، "الحمد لله على بلادنا وديننا"، موضحا "لو لم تكن هذه المناسبة الدينية العظيمة لما وجدنا وقتا للراحة نستقطعه لأنفسنا ولأهلينا". العيد.. يوم آخر من المشقة قبل بدء العطلة الكثير من الجزارين يقفلون محلاته يوم العيد وبعده بأسبوعين إلى شهر، ومنهم من يزيد، لكن في المقابل يمضون يوم التضحية متنقلين بين البيوت بعد صلاة العيد مباشرة يذبحون لهذا و"يسلخون" لذاك. "يوم آخر شاق"، يقول خالد، "قبل أن أستحق أياما من الراحة"، شارحا "أنتقل من بيت إلى بيت بين الأسر الفقيرة والغنية، أحصل الأجر من الأولى والمال من الثانية"، يضيف ضاحكا. الأضحى.. فرصة لكسب المال في الوقت الذي يفضل فيه خالد تقديم خدماته في عيد الأضحى المبارك مجانا، يحرص عدد كبير من الجزارين على اغتنام هذه الفرصة لجني أكبر قدر ممكن من المال. فعلي، 46 سنة، يلبس "زي العمل" الخاص بالعيد ويحمل سكاكينه الكثيرة ويركب دراجته النارية ليتجول بين أزقة ودروب ميدلت، متنقلا من منزل إلى منزل لأناس حددوا مع مسبقا مواعيد "السلخ". يقول علي ل "الرأي": "مهنتي الأصلية جزار، لكن اضطرتني بعض الظروف لتركها"، مستدركا "لكن في العيد الكبير كنرجع لممارسة حرفتي لقديمة". وعن مداخيله يوم عيد الأضحى يوضح علي: "يقتصر عملنا في العيد على الصباح.. أي من بعد صلاة العيد إلى حدود صلاة الظهر"، مضيفا "كنذبح ونسلخ للناس مقابل 75 درهما للرأس.. و ليزاد فوقها الله إجازيه بخير"، وأشار إلى أنه قد يحصل نظير ذلك "من 1500 إلى 2000 درهم صبيحة العيد فقط".