لم يستطع صلاح الوديع، السياسي والشاعر المغربي، أن يخفي حزنه، المغلف فيما يبدو ب "معارضته"، لإسقاط القيادي في حزب العدالة والتنمية ورئيس مجلسه الوطني، سعد الدين العثماني، من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون في الطبعة الجديدة من الحكومة والتي عُين وزراؤها ووزيراتها الجدد أمس الخميس من طرف الملك محمد السادس بالرباط، معتبرا أن العثماني هو "الوحيد" الذي يستحق التهنئة. وقال صلاح الوديع، بلغة أشبه مت تكون بالشعر، "أنت الوحيد الذي سأهنئه هذا المساء"، موضحا "للمرة الثانية يُستغنى عنك، من الأمانة العامة البارحة ثم من الحكومة اليوم". ومدح الوديع العثماني قائلا "أنت الأول على لائحة المغادرين حين يتعلق الأمر بالحفاظ على النواة "الصلبة"... ليس لأنك الأسوأ، وليس لأنك الأقل دماثة خلق، وليس لأنك الأقل كفاءة، لكن لأنك لا تعرف الزعيق ولا السباب ولا الغلظة، لأنك الأقرب إلى الأخلاق والأبعد حقا عن الدفاع عن نصيب من الكعكة لنفسك لأنك مترفع عن السفاسف...". وأضاف الشاعر المغربي "إلى اليوم، لم يستطع مقيلوك من الأمانة العامة أن يقنعوا أحدا بأن من عوَّضك فيها أحق بها، وكم من مجزرة دمغت بنتيجة الصناديق في عدد من المرات – ربما أكثر مما نعتقد – يكون الصندوق أمضى سكين لذبح الاختيار الأسلم وأنت تعرف بمراسك الطب - نفسي كيف تنقلب الأشياء إلى أضدادها في النفوس وكيف يشير المرء إلى اليسار حين يريد الذهاب إلى اليمين وكيف يُشْهِدُ المرءُ كعبةَ المؤمن وهو أقرب الخطائين إلى بيداء الروح". وأكد القيادي السياسي مخاطبا القيادي الإسلامي "أنا على خلاف مع الأفكار التي تحملها لا مع خلقك الحسن، على خلاف مع الاختيارات التي تريدها لبلادنا وقد ناهضتها ولا أزال، لكن لست على خلاف مع ميلك الصادق إلى التعقل والرزانة وجمع الطاقات عوض التشنج والتشبث بالمضحكات المبكيات". وامتدح القيادي في حزب الجرار الطبيب النفسي في حزب العدالة والتنمية "بقيت أنت كما أنت بقيمك وتواضعك، بلا بهرجات ولا خرجات ولا فولكلور ولا تسويغات آخر ساعة، عدا دفاعك عن وطنك حين توجب ذلك وأنت في موقع المسؤولية، لذلك ستكون أنت من أهنئه هذا المساء". وقال صلاح الوديع "أشعر بالمرارة معك أو... سأشعر بها وحدي حتى لا أحرجك لأن "بروتوس" موجود في كل مكان وزمان، لكنك تكاد تردد مع نفسك بيت الشاعر العربي الخالد: سيذكرني قومي إذا جد جدهم /// وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر". وأثار عدم ورود اسم سعد الدين العثماني ضمن وزراء الحكومة الجديدة استغراب الكثير من المتتبعين للشأن السياسي بالمغرب، خصوصا مع ما يعتبرونه "أداء جيدا" الذي قدمه على رأس وزارة الخارجية والتعاون خلال السنة والنصف من عمر التشكيلة الحكومة السابقة. فيما ذكر الطبيب العثماني، في تصريحات صحفية، أن بن كيران عرض عليه حقيبة أخرى فرفضها، مؤكدا أنه مرتاح للعمل من أجل الوطن ومصلحته من داخل الحكومة أو من خارجها.