يبدو أن المسار الذي يسير فيه ادريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في قيادة الحزب بدأت تظهر تجلياته، فقد أبانت نتائج الانتخابات الجزئية بإقليم سطات التي جرت يوم الخميس الماضي، تراجع حاد في عدد أصوات حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بهذا الإقليم الذي كان بالأمس القريب أحد قلاعه القوية. ووفقا للنتائج النهائية الرسمية، فإن مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي حصل على 270 صوتا فقط، بالرغم من التواجد الكبير لفروع الحزب ونقابته الفدرالية الديمقراطية للشغل بالدواوير والقرى المجاورة للمركز الحضري بمدينة سطات. وكشفت مصادر متطابقة للرأي، أن كثير من أعضاء الحزب بمدينة ابن أحمد ومنطقة العلوة ودواوسر أخرى مجاورة دعموا بقوة مرشح حزب الاتحاد الدستوري ضد مرشح حزبهم، احتجاجا على ما وصفوه بالطريقة البيروقراطية التي يتم عبرها الدفع بالأعيان على حساب المناضليين للترشح لمنصب النائب البرلماني. وحسب مراقبين للشأن المحلي، فإن هذه النتيجة تعكس الحجم الحقيقي لحزب الوردة بعد وصول ادريس لشكر إلى قيادته بالطريقة التي أثارت الكثير من اللغط بسبب الشبهات التي حامت حول قادة لشكر إلى الكتابة العامة للحزب أمام منافسيين تاريخيين من قامة فتح الله ولعلو وأحمد الزايدي. واعتبر عدد من مناضلي حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن مجموع الأصوات التي حصل عليها حزب الوردة في جزئيات دائرة سطات، يعد "فضيحة" من العيار الثقيل، محملين ادريس لشكر مسؤولية الوضعية "المثيرة للشفقة"، حسب تعبيرهم، والتي وصل إليها الحزب. وكانت الاستحقاقات الجزئية الأخيرة بدائرة سطات قد عرفت عزوفا كبيرا للناخبين، بحيث أن نسبة المشاركة لم تتجاوز 14 في المائة من مجموع المسجلين في ملف التصويت في كل الإقليم، بينما لم تتجاوز نسبة المشاركة في مدينتي سطات وابن أحمد كبريات المدن بالإقيلم 8 في المئة. وفسر مراقبون للشأن المحلي هذا الضعف الكبير في المشاركة في الانتخابات الجزئية بسبب تكرار الانتخابات للمرة الثانية في ظرف عام والمرة الثالثة في ظرف سنتين، وأيضا لعدم مشاركة حزب العدالة والتنمية الذي يحضى بقاعدة شعبية وازنة في الإقليم. يذكر أن المقعد النيابي الشاغر في الانتخابات البرلمانية الجزئية لدائرة سطات، الذي كان قد ألغاه المجلس الدستوري في وقت سابق، عاد لمرشح الحركة الشعبية بعد منافسة قوية مع مرشح الاتحاد الدستوري والتجمع الوطني للأحرار، بينما حصد حزب الاتحاد الاشتراكي أسوأ معدل الأصوات في تاريخ مشاركته بهذا الدائرة.