مازالت قضية اعتقال الصحفي والحقوقي مصطفى الحسناوي تثير الكثير من الجدل بالنظر إلى الطريقة التي طُبِخ بها ملفه الأمني، لا من جهة السرعة في تقديمه للمحاكمة وإصدار حكم وُصِف بالقاسي بحقه وهو مجرد صحفي سلاحه الكلمة والرأي الحر، ولا من جهة التهم الثقيلة التي توبع بها وحُكِم عليه بسببها بالسجن لأربع سنوات، تهم يؤكد محاميه وكل الحقوقيين المتابعين لملفه أن اقترافها غير ثابت في حقه. ملف الصحفي مصطفى الحسناوي وإن لم يحض باهتمام إعلامي وحقوقي كما هو الشأن مع كثيرين ممن تعرضوا لمحنته، إلا أن العديد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لم ينسوا قضيته، فكتب بعضهم ينتقد ازدواجية المعايير عند جمع كبير من المنتسبين للهيئات والمؤسسات الإعلامية وكذا الحقوقية، إذ في الوقت الذي تحركوا وثاروا لاعتقال الصحفي علي أنوزلا لم نكد نسمع لهم أي إدانة لاعتقال زميله مصطفى الحسناوي الذي اعتقل قبله بأربعة أشهر، وأدين بالسجن أربع سنوات بتهم لا قرائن تثبتها. هذا الكيل بمكيالين لا نجد له من تفسير سوى التعصب لفكر وتوجه سياسي على حساب آخر، تعصب دفع ببعض النشطاء على الفيسبوك لمثل هذه الاستنتاجات: لهذا لا يدافع العلمانيون الحربائيون عن الصحافي الحسناوي: الحسناوي كان مدافعا عن السلفيين المسجونين ظلما وعدوانا؛ الحسناوي كتب عريضة لمحاكمة العلماني المتطرف المسمى عصيد بسبب إساءته لمعتقدات المسلمين؛ الحسناوي هو الذي فجر قضية "التلميذات المحجبات بطنجة" حين منعهم أحد العلمانيين المتطرفين (مدير المدرسة) من الدارسة بسبب لباسهن؛ الحسناوي صحافي بجريدة "السبيل" المدافعة عن القيم الإسلامية والتي تخصص مقالات أسبوعية للرد على العلمانيين المتطرفين، ودعوات التغريب والمسخ؛ الحسناوي عضو منتدى الكرامة للدفاع عن الإسلاميين. إذن الحسناوي ناشط حقوقي وإسلامي ملتحي محسوب على التيار السلفي، لهذا لا يجب التضامن معه. وأردف فوزي الماحي -الذي نشر ما سبق على صفحته بالفيسبوك- "أقول لمن كتب يفضل أنوزلا على الحسناوي، أولا هذه ازدواجية في المعايير لأن الظّلم ظلم أيّا كان الواقع عليه هذا الحيف إن كنت تؤمن بشيء يُسمى "الكل سواسية أمام القانون"، لكن بمنطقك أقول: الحسناوي عندي مظلوم بالمقارنة مع أنوزلا، لأن صحافيا قام بجمع توقيعات، والالتجاء إلى المحكمة انتصارا للحق والدفاع عن المظلومين، وسخر قلمه للدفاع عن عقيدة شعب، ويحارب بقلمه العلمانيين المتطرفين، أفضل من صحافي ينشر رسالة تدعو الى القتل والاغتيال والتكفير، ويسكت عن إدانة الشريط وما جاء فيه"، مضيفا "قبح الله النفاق والمنافقين، وقبح الله المتلونين الحربائيين ذوي ألف وجه ووجه". الكلام الذي سقناه ليس إلا بعضا من المواقف المنصفة التي أبت إلا أن تنتصر للمبادئ والمعايير المهنية، وألا تنجر لتقييم الوقائع بنظرة متعصبة تنحاز مع أو ضد أي قضية باعتبار واحد لا ثاني له.. التوجه الفكري.