عبيد أعبيد - سط صمت الهيئات الحقوقية والمنابر الصحافية بالمغرب، حكمت محكمة الإستئناف بالرباط، يوم الجمعة 12يوليوز الجاري، بالسجن لمدة أربع سنوات نافذة في حق الصحافي والناشط الحقوقي، مصطفى الحسناوي، بتهم تتعلق ب"الإرهاب". و توبع الناشط الحقوقي، مصطفى الحسناوي، بتهمة ""تكوين عصابة إجرامية للقيام بأعمال تخريبية تمس أمن الدولة والاستقرار في البلد"، كما ورد في محضر الضابطة القضائية . وكان الحسناوي قد اعتقل بأمر من وكيل الملك لدى ابتدائية الرباط، من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالمعاريف بمدينة البيضاء. وقد وجه له داخل جلسة المحكمة أكثر من سؤال حول "طبيعة العلاقة" التي تربطه مع قيادات الجماعات الإسلامية التي التقى بها بالمغرب وخارجه، وأكد بأنها علاقة "صحفية وحقوقية" في عمومها . ولم ينفي الحسناوي، الرغبة التي كانت لديه في الالتحاق بالجماعات "الجهادية" في أفغانستان سنة 2008 من أجل "نصرة الدين"، قبل أن يراجع نفسه (مستدركا) ليقرر البقاء في المغرب وخدمة دينه بطرق حضارية . كما كان يقول الحسناوي قبل اعتقاله . وأشار في ختام كلمته، بأنه لو كانت له أي خلفيات "جهادية"، لكان قد استغل عمله حينما كان مسيرا لشركة الكهرباء في الوحدة العسكرية في مدينة بنجرير، وفي وزارة الداخلية عامي 2010 و 2011 . عضو بالذراع الحقوقي لحزب "العدالة والتنمية" مصطفى الحسناوي من مواليد يناير 1979 بمدينة ميسور، متزوج، صحفي نشيط في جريدة "السبيل" المغربية، مدون، وناشط حقوقي في "منتدى الكرامة لحقوق الإنسان"الذراع الحقوقي لحزب العدالة والتنمية- وكذا ناشط في جمعية الكرامة السويسرية. عرف الحسناوي بدفاعه الحقوقي والصحافي المستميت على القضايا الإسلامية وعلى المعتقلين السلفيين على خلفيات تهم "الإرهاب" بالمغرب، كما عُرف بمناهضته الشديدة لقانون "الإرهاب". رفض "التخابر"... ثمن المحاكمة أكد مصطفى الحسناوي خلال جوابه عن سؤال رئيس جلسة المحاكمة، بأن "رفضه للتخابر والتعاون مع أجهزة المخابرات المغربية بخصوص استغلال علاقاته الصحفية والحقوقية مع من تربطه بهم علاقة من الجماعات السلفية بالمغرب، ثمنه محاكمته بأربع سنوات نافذة"، مشيرا في جلسة المحاكمة بأنه ما كان هنا ( داخل المحكمة) لو قبل التخابر لدى المخابرات المغربية. وجوابا عن نوع الإغراءات التي قدمتها المخابرات المغربية من أجل التخابر ليدها، قال شقيقه خالد الحسناوي ل"لكم.كوم" بأن المخابرات المغربية كانت قد هددته قبل المحاكمة ب"السجن بتهمة الإرهاب" إن لم يستجب لطلبها، في التخابر على الجماعات الإسلامية التي يلتقي بها، وتسريب عدد صحيفة "السبيل" (السلفية) للمخابرات قبل إصدارها. وقال الشقيق ل"لكم.كوم" إن طبيعة الإغراءات التي قدمتها المخابرات المغربية لأخيه مصطفى الحسناوي كانت جد مغرية، وإستنكر محاكمة أخيه التي وصفها ب"الجائرة والإنتقامية". زوجة الحسناوي من جهتها، إلهام فاسي، زوجة الناشط الصحافي والحقوقي مصطفى الحسناوي، والحامل في شهرها السابع، استنكرت المحاكمة في تصريح لموقع "لكم.كوم" واكتفت بوصف إدانة زوجها بأربع سنوات بتهمة الإرهاب ب"الظلم والعدوان" في حق زوجها. وقالت إلهام فاسي بأن محاكمته هي ضريبة لدفاعه على المعتقلين الإسلاميين بالمغرب، وإثارته لقضايا تهم "نصرة المستضعفين من أبناء المعتقلين الإسلاميين". وحول وضعها الإجتماعي، أردفت إلهام بأن لا مورد لديها، وهي الآن مع أسرتها التي تتكلف بها إلى حين إطلاق سراح زوجها. قيادة حملة "محاكمة" عصيد إثارة قضية محاكمة الناشط الأمازيغي والعلماني، أحمد عصيد، كان أول من فجرها هو مصطفى الحسناوي الذي قاد "الحملة الوطنية لمحاكمة أحمد عصيد" وهي الحملة التي حاولت جمع توقيعات على الصعيد الوطني من أجل محاكمة عصيد إثر انتقاد الأخير لعبارة دينية عبارة عن رسالة وجهها الرسول محمد (ص) لعدد من ملوك عصره، مُدرجة في المقررات الدراسية. وتمكن الحسناوي في حملته ضد عصيد كسب تأييد وتعاطف نشطاء حقوقيين آخرين في مراكش، الرباط، الدارالبيضاء، خنيفرة، طنجة، تطوان وميدلت وحتى في السعودية. مفجر فضيحة "تلميذات طنجة" إرتبطت فضيحة "التلميذات المحجبات" بطنجة بمفجرها مصطفى الحسناوي، الذي أخرج القضية لوسائل الإعلام عبر شريط مصور تحكي فيه التلميذات المحجبات بطنجة له عن ظروف طردهن من المؤسسة الإعدادية التعليمية بسبب شكل حجابهن. وهي "الفضيحة" التي ورط فيها الحسناوي كبار الأطر والمسؤولين بوزارة التربية الوطنية، وكانت مثار جدل إعلامي وحقوقي حينئذ، وبعدها مباشرة تم استدعاء الصحافي مصطفى الحسناوي من طرف الشرطة القضائية بالمعاريف بالدارالبيضاء، قبل أن يجد نفسه مدانا بأربع سنوات سجنا نافذا يوم الجمعة 12 يوليوز، بتهم ثقيلة تتعلق ب"الإرهاب".