عاشت مدن الصحراء المغربية أجواءً خاصة، خلال الأيام الثلاث للامتحان الوطني لنيل شهادة الباكالوريا، وسجلت تجاوزات عديدة للقانون، غلب عليها طابع تهديد الأساتذة المكلفين بالحراسة، فيما تعرض بعضهم للاعتداء الجسدي، كما سجلت مؤسسة بالعيون هجوما لفظيا حادا على الأطر التربوية من والدة أحد التلاميذ، منع من الدخول لحضوره متأخرا. تمزيق 7 أوراق تحرير بكلميم صادف وجود النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بمدينة كلميم، بثانوية الوحدة الإعدادية، صراخ أستاذة يتعالى من إحدى القاعات، ليهرع إليها رفقة رئيس المركز ورئيس مصلحة الشؤون الإدارية والموارد البشرية، ليجدوا الأستاذة المكلفة بحراسة تلاميذ شعبة الآداب في حالة هستيرية، وعدد من الأوراق ممزقة وملقاة على الأرض. وبدأت تطورات الحادث بعد تمكنت الأستاذة المذكورة من ضبط أحد التلاميذ في حالة غش، مما أُثار غضب التلميذ فقام بالاعتداء عليها جسديا، وفر من نافذة القاعة قبل وصول النائب والمدير، غير أن التلميذ "القافز" فوق القانون، ترك خلفه هاتفه النقال وبطاقته الوطنية. وأفادت مصادر مطلعة أن عدد أوراق التحرير التي مزقت لم تتجاوز 7 أوراق حررت فيها مادة أجوبة مادة اللغة العربية، مما أوجب على النائب الإقليمي الإشراف على إلصاقها، وتبليغ مدير الأكاديمية بالحادث، مؤكدا عزمه تبليغ الضابطة القضائية من أجل تفعيل المسطرة القانونية في النازلة. والدة تلميذ قفز من سور المؤسسة تنهال على الأطر التربوية بالسب والشتم بالعيون بطل القصة هاته المرة تلميذ يدرس بالقطاع الخاص بمدينة العيون، شاءت الأقدار وإجراءات الوزارة الوصية، أن يجتمع مع أبناء التعليم العمومي في الامتحان الوطني لنيل الباكالويا بثانوية المصلى، وبدأت قصته بوصوله متأخرا عن موعد انطلاق الامتحان بحوالي ثمان دقائق، ليتفاجأ بباب المؤسسة مغلقا في وجهه، فعمد إلى الدخول بطريقته الخاصة عبر القفز من سور المؤسسة، ليتم إلقاء القبض عليه من طرف رجال الأمن المكلفين بحراسة مركز الامتحان. والدة التلميذ لم تستغ الحادث، وانهالت بالسب والشتم بمجرد وصولها لثانوية المصلى على كل العاملين بالمؤسسة، مستنكرة تطبيق القانون في حق ابنها، ومعتبره إياه فوق القانون، وأن لا أحد يستطيع منعه من اجتياز الامتحان تحت أي مبرر كان، واستعانت ببعض الشخصيات المحلية قصد طي القضية. بيد أن إدارة المؤسسة قامن بتطبيق القانون، ورد الاعتبار لكل من تمت إهانتهم خلال أداء واجبهم المهني، وإحالة القضية على الجهات المختصة، في وقت استغربت فيه الشغيلة عدم تدخل رجال الأمن لاعتقال الأم المذكور أو إبعادها. ملاحقة أستاذات بسيارة ورشق مراقبين بالحجارة تعرضت أستاذتان كلفتا بالحراسة بثانوية "لالة مريم" التأهيلية بكلميم، للسب والشتم أمام الملأ، بعد ضبطهما لتلميذين من جنسين مختلفين (تلميذ وتلميذة) في حالة غش، وقامتا بواجبهما قصد منعهما من الاستمرار. أستاذات أخريات بنفس المركز المذكور، تفاجأن بسيارة صغيرة، تحمل ترقيم مدينة أكادير، وعلى متنها تلاميذ السنة الثانية من سلك الباكالويا، تلاحقهن بعد مغادرتهم لمركز الامتحان، كما عمد التلاميذ إلى استفزازهن مما خلق نوعا من الذعر لدى الأستاذات. وتعرض مجموعة من الأساتذة الذين كلفوا بالحراسة بثانوي لالة مريم، للرشق بالحجارة بعد مغادرة الثانوية، وحاول التلاميذ المهاجمون التركيز على الأساتذة الذي أوقفوا حالات الغش. أستاذ بالسمارة يرد على التضييق بالتهديد اختار الأستاذ "ي.ح" الذي كلف بالحراسة بمؤسسة مولاي رشيد بمدينة السمارة، الرد على مضايقات تعرض لها من تلاميذ منعهم من الغش بالتهديد بالمتابعة القضائية، والانتقام من تلاميذ المؤسسة في الامتحان الجهوي للسنة الأولى من سلك الباكالوريا. وقال الأستاذ المذكور في رسالة نشرت في المواقع الجهوية ونسبت له، "منذ بداية امتحانات الباكالوريا وأنا أتعرض لمضيقات تصل حد الشتم و التهديد بسبب القيام بالواجب المهني على أحسن وجه، و لقد خرجت هذه المضايقات إلى الشارع العام عند نهاية حصة الاجتماعيات، باعتراض سبيلي إلى البيت من طرف مجموعة من تلاميذ المؤسسة وصل 15 تقريبا، وأسمعوني كلاما نابيا". وأضافت الرسالة الغريبة عن لغة الأطر التربوية، "وإذ أنشر هذا المقال للتبليغ أولا، ولأفتح نقاشا حول جدوى مذكرات الوفا، و تصريحاته الإعلامية التي ليس فيها أية حماية لرجل التعليم، فإنني أخبر هؤلاء الفاشلين أن الرد سيكون مباشرا، وغير مباشر أي بالقضاء، وإلى الجهوي بإذن الله".