دشن الملك محمد السادس اليوم، الإثنين 30 شتنبر، المنطقة الحرة "ميدبارك" المخصصة لقطاع الطيران قرب العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء. وأعطى الملك، الذي رافقه ريس الحكومة عبد الإله ابن كيران، الانطلاقة للشطر الأول من منطقة "ميدبارك" الحرة والتي تبلغ مساحتها 63 هكتارا، ويتضمن إنشاء مصنع لمجموعة "بومباردييه" الكندية على أن يبدأ العمل فيه منتصف 2014. ويبلغ مجموع مساحة هذه المنطقة الحرة 125 هكتارا، وتقع بالقرب من مطار محمد الخامس الدولي، وبلغت القيمة الاستثمارية لتهيئتها ما يقارب 900 مليون درهم. وعند انطلاق العمل في مصنع "بومباردييه" الذي تبلغ تكلفة إنشائه حوالي مليار 500 مليون درهم، فإنه سيوفر 850 وظيفة مباشرة و4400 وظيفة غير مباشرة، حسبما أفاد الرئيس التنفيذي للشركة الكندية في المغرب هوغو برويار على هامش حفل لافتتاح. وسينتج هذا المصنع الذي سينشأ على ثلاثة مراحل، المكونات الهيكلية للتحكم في قيادة طائرات رجال الأعمال من نوع "ليرجيت 70 و75"، والطائرات التجارية من نوع "سي.آر.جي". ويندرج المشروع ضمن إنشاء قواعد صناعية مندمجة سيبلغ عددها 22 في المجموع مستقبلا، حسبما أقرته الحكومة في استراتيجيتها "الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي" الذي أطلقته بإشراف من الملك بداية 2008، ويعد قطاعا الطيران والسيارات من أولوياته. وتشهد صناعة الطيران في المغرب تطورا مهما حيث حققت خلال 2012، حسب الأرقام الرسمية، نموا بنسبة 17%، فيما ارتفع رقم أعمالها عند التصدير ب 6,4 مليار درهم. ويطمح المغرب إلى مضاعفة أنشطته الصناعية ومبيعاته في أفق 2020، خاصة وأنه يملك يدا عاملة رخيصة ومؤهلة، بالإضافة على موقع الجغرافي المتميز والقريب من أوروبا والمنفتح على إفريقيا. وتتواجد بمنطقة النواصر مائة شركة عاملة في مجال الطيران ونحو 10 آلاف موظف، حيث ترتكز في هذه المنطقة 85% من أنشطة قطاع صناعة الطيران في المملكة. وتم خلال تدشين المنطقة الحرة توقيع اتفاقية لإحداث صندوق استثماري مخصص لقطاع الطيران "يهدف إلى مواكبة وتمويل استقرار المقاولات الأجنبية وتيسير دخول المقاولات المغربية ومنشئي المقاولات إلى قطاع الطيران". وتطمح الحكومة إلى توفير 220 ألف فرصة عمل من خلال استراتيجية "الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي" الذي يمتد ما بين 2009 و2015، ويشمل إلى جانب تنمية صناعة الطيران كلا من الصناعات الغذائية والالكترونية والنسيجية وتنمية مناطق الخدمات.