أخي ( أختي ) : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد، لقد علمت عنك : – إحجامك عن التسجيل في اللوائح الانتخابية .. – وزهدك في تسجيل أي بصمة إيجابية في مسار العملية السياسية التي تؤثر حتما .. سلبا أو إيجابا في شأننا الوطني و المحلي وكذلك الشخصي والعائلي .. – وإعلانك تأففك من كل العملية السياسية بمآلاتها و آلياتها الحالية .. وطالما هي لم تنصلح لذاتها .. ولم ترتق للمثالية التي ترجوها بعد .. وطالما أنه لا يوجد أو يقل عدد المشاركين الأنقياء الأطهار في هذا المشهد السياسي من حولنا ..
لكل تلك الأسباب وغيرها .. فأنت تعلن " بفخر " وربما " بزهو " .. أنك لن تدنسك نفسك بمخالطة هذه العملية السياسية الحالية .. و عدم صبرك على عنتها والصبر على ناسها .. وستكتفي بإعطاء رأيك من بعيد و أن تتكرم بتنقيطك للمشاركين فيها .. وربما بالتطوع بإعطاء النصائح والخطط من أمام التلفزة ببيتك .. أو من شرفة المقهى أو النادي الذي يستغرق كل أوقاتك . وبناء على على "عزمك" هذا .. أو " موقفك " المجلجل ذاك .. فاسمح لي أن أنقل إليك تحيات وتشكرات مهندسي التحكم السياسي وسماسرة التزوير و شراء الذمم ومحترفي الانتخابات والصفقات .. لهذا " الموقف" الانسحابي في وقت التدافع الفكري والسياسي بين كل الإرادات المتدافعة : ( إرادات الفساد والتحكم وإرادات التغيير و إرادات السكون ). إذا استقر رأيك النهائي على هذا الموقف السلبي .. فقد سهلت لإرادات الفساد والتحكم أن تخلو لهم الساحة .. وسهلت عليهم ما بقي من خطوات تنفيذية معروفة .. بعد أن صحت توقعاتهم بعزوف أمثالك عن مبادرتك لعرقلة خططهم الفاسدة ، وبالتالي فقد نجحت برامجهم لمباشرة إفساد المشهد السياسي المرتقب، وما سعوا إليه من إحباط أي هبة شعبية حقيقية لفرز أغلبية جديدة مكونة من نخبة سياسية صادقة نزيهة تحمل هموم وتطلعات الشعب الحقيقية عوض شبكات مصالح لوبيات التحكم والفساد المستشرية حاليا في مفاصل شأننا الوطني والمحلي ببلادنا .. أخي ( أختي ) : بعزوفك المعلن هذا ، قد تكون ضيعت على نفسك فرصة لأن تبصم الواقع بصدقة جارية قد تحسب لك في غد لناظره قريب .. أو لعلك تكون قد أفشلت اليوم أي سعي لتغيير الواقع الحالي للأحسن .. واستكنت لتحليلات سياسوية وطهرانية .. لا سند أو قرائن تسندها .. ولا تنس أن بعض المدعين العلنيين لهذه المواقف – وليس الكل بطبيعة الحال – ، هم من خدم تلك اللوبيات والشبكات سواء بوعي أو بغير وعي . إن خوفي أن يكون إصرارك من دون بينة على هذا "الموقف" السلبي أو هذا " الاجتهاد " السياسي المنسحب ، أن يزكي في النهاية – من حيث تدري أو لا تدري – استمرارية رؤوس الفساد في أماكنهم الحالية واستمرار شبكاتهم المتحكمة في أوصال الشأن الوطني و المحلي .. ولا تنس حتى في مسار حياتك الشخصية والعائلية .. أحببت أم كرهت .. وهكذا .. و بعدما طلعت أنت للجبل .. وتركت الجمل وما حمل .. وحيث وكما تعلم .. أن الطبيعة لا تقبل الفراغ .. فإن لم يملؤها ذوو الإرادات الحسنة من أمثالك .. فالمفسدون وشبكاتهم سيطلقون أيديهم وايدي وكلائهم ووسطائهم للعبث في كل مقدرات بلادنا .. وسيحاصرون ما تبقى من الإرادات و النوايا الخيرة .. للإصلاح والتقدم. أخي ( أختي ) : أنت حر في موقفك النهائي من كل ما يجري من حولك .. فقط كن على بينة من أي موقف تتخذه الذي هو واحد من إثنين – لا ثالث لهما – والتأكد من تبعاته المباشرة عليك وعلى محيطك .. اختر لنفسك موقفا في هذه الحياة .. أن تكون أو لا تكون ؛ وإما أن توقد شمعة .. أو تبقى منزويا تلعن الظلام .. مع المتطهرين أو اللاعنين .. مع تحياتي و تقديري والله الموفق لما فيه الخير . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته