يبدو أن حرائق مدينة مراكش التي أتت بعد انخفاض درجة حرارة الصيف لم تتوقف بعد، وكان الدور هاته المرة على مقر المحكمة التجارية بحي جليز، حيث شب به حريق مهول صباح اليوم الأربعاء، أدى إلى اختناق ثلاثة أفراد من موظفي الأمن الخاص، وخسائر مادية وصفت بالكبيرة. وشرعت على الفور عناصر الشرطة العلمية والقضائية في فتح تحقيق، لمعرفة أسباب الحريق التي لازالت مجهولة، والذي تمكنت عناصر الوقاية المدنية من السيطرة عليه بعد وصولها. وأفادت مصادر مطلعة ل"الرأي"، أن الموظفين الثلاثة الذين أصيبوا بالاختناق ونقلوا إلى مستشفى ابن طفيل، حاولوا السيطرة على الحريق وإخماده، بعد تأخر وصول قوات الوقاية المدينة التي لا تحتاج سوى عشر دقائق للوصل إلى المحكمة، وظل الموظفين الثلاثة صامدين في مواجهة النيران حوالي الساعتين إلى أن أصيبوا بالانهيار جراء الاختناق. وأفادت مصادر إعلامية محلية، أن المعطيات الأولية تفيد أن الحريق يعود إلى تماس كهربائي في جهاز التبريد، في انتظار الإعلان عن الأسباب الحقيقية التي توصلت لها تحقيقات رجال الشرطة. ويشار إلى أن حريق المحكمة التجارية يعتبر الرابع من نوعه في أقل من شهر بمدينة مراكش، حيث سبق أن تعرض مطعم الوجبات السريعة لاحتراق مهول أدى إلى انهياره بالكامل، تلاه حريق جزئي بمستودع السوق الممتاز "أسواق السلام"، ثم محل تجاري تابع لشركة إينوي، ويلاحظ أن الأماكن الأربع المحترقة بمراكش لها علاقة مباشرة بالتجارة.