اعتبر القيادي في جماعة العدل والإحسان، عمر إحرشان، أن مرشد الجماعة الراحل عبد السلام ياسين، "يد بيضاء على العمل الإسلامي بالمغرب وخارجه"، قائلا أنه أخرج العمل الإسلامي من دائرة السرية إلى العلن. وعدد إحرشان تجليات "اليد البيضاء" للفقيد عبد السلام ياسين على العمل الإسلامي بالمغرب وخارجه، وذلك بمناسبة ذكرى وفاته، وقال إنه، أي عبد السلام ياسين، ساهم في "بناء حركة إسلامية مغربية أصيلة بعيدة عن التبعية للمدرسة الإخوانية أو الوهابية أو الشيعية أو الطرقية"، وأنه "نقل العمل الإسلامي من دائرة السرية إلى العمل العلني في وقت كان كل رواد الحركة الإسلامية يعتبرون ذلك مخاطرة وصبر من أجل ذلك على أذى الكثير منهم، وقد أثبتت السنوات صواب تقديره"، حسب تعبيره. وأضاف القيادي في جماعة العدل والإحسان، في تدوينة نشرها على حائطه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن ياسين "استطاع خلال مسيرته جمع كل ما تشتت خلال قرون، حيث حرص على الجمع بين فقه الباطن وفقه الظاهر في توليفة قلما توفق فيها غيره"، كما أنه "رد الاعتبار لفقه التزكية والتطلع للترقي إلى الإحسان ولم يجعل هذا التهمم حبيس الزوايا والطرق الصوفية، بل جعله ديدن كل من يريد العمل في حقل الدعوة إلى الله عز وجل"، يقول إحرشان. عمر إحرشان ذهب أيضا إلى التأكيد على أن مؤسس جماعته يعتبر أن للمسألة الاجتماعية "العدل" "أولوية في مشروع الحركة الإسلامية بعد أن ظلت حكرا على مناضلي التيارات اليسارية"، مشيرا إلى أن أفضل ما كتبه الراحل في هذا الباب "في أذن الجائع لا يسلك إلا صوت يبشر بالخبز، وفي وعي المقهور المحقور لا يتضح إلا برهان الحرية، فمن كان شغل يومه ونهاره هم القوت، والمأوى والكسب، والشغل والدَّين، ومرض الأطفال ومصير الأسرة لن يسمع لعرض المبادئ العليا ولو كانت دينا يؤمن به، لا وقت له، لا استعداد، لا مناسبة". وفي سياق ذاته أضافت تدوينة إحرشان أن عبد السلام ياسين "رسخ منهج السلمية والرفق في زمن العنف وبذل من أجل الإقناع بصواب هذا الاختيار جهدا كبيرا أثمر أجيالا ومنهج عمل سلمي بعد أن كان ينظر بالتنقيص لمن يتبنى هذا الخيار"، كما "دعا إلى تجاوز إرث المذهبية والطائفية فحفلت كتاباته مبادرات تقريبية وتأليفية لقلوب وجهود المسلمين بغض النظر عن انتماءاتهم المذهبية لأنه كان حريصا في اجتهاده على النهل المباشر من منهاج النبوة"، يقول القيادي "العدلي". من جهة أخرى، نوه إلى أن مرشد جماعة العدل والإحسان الراحل "دعا مبكرا إلى تجديد أصول الفقه بالانتقال في دراسة المقاصد من الصيغة الحفاظية إلى الصيغة المطلبية ومن الفهم الفردي إلى الفهم الجماعي المرتبط بمصير الأمة".