لم يكن يتوقع اكثر المتشائمين من المغاربة بان يقوم السيد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بإعادة صلاح الدين مزوار الى الحكومة مرة اخرى وهو الذي خرج من الحكومة السابقة مثقلا بفضيحة البريمات التي كان يتلاقاها من خازن المملكة نور الدين بنسودة . المغاربة رفضوا رفضا باتا عودة الرجل الى الحكومة خاصة بعد سماعهم ان وزارة المالية ستكون من نصيبه مما دعاهم الى اطلاق دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للخروج للتظاهر ضد هذه العودة التي سيكون اول ضحاياها هو ادريس الازمي الادريسي الوزير المنتدب المكلف بالميزانية لان السيد بنكيران سيضع كل البيض في سلة مزوار وكأن الرجل لديه انجازات تجعل منه يحصل على كل هذه المزايا . اقول للمغاربة لا تحتجوا ولا تبحوا اصواتكم لان لا احد سيسمعكم فرئيس الحكومة لم يستمع حتى لمن عارضه داخل حزبه وسينفذ ما يدور في رأسه ، غير آبه بعواقب قراره التي قد تنقلب عليه مستقبلا فحكومة بنكيران لم تحقق لحد الان ما يصبوا اليه المغاربة وفي عهدها تمت الزيادة في المحروقات ثم الحليب ، واصلاح صندوق المقاصة وصل الى طريق مسدود مما ينذر بشتاء ساخن للجميع . هذا القرار قد يكون المسمار الاخير في نعش حكومة بنكيران فمزوار هذا سيكون شوكة في حلق بنكيران لن يستطيع معها ان يبتلع القرارات التي يصدرها خصوصا فيما يتعلق بالشؤون المالية مادام مزوار سيكون وحده على رأس وزارة المالية . يا سيد بنكيران لا احد يجادل في انك تريد مصلحة البلاد والعباد، لكنك تعالج الخطأ بخطأ اعادة مزوار الى الحكومة ستخلق مشاكل جديدة انت في غنى عنها ربما تفقد ثقة المغاربة الذين وعدتهم بمحاربة الفساد وهاأنت تعيد احد رموزهم الى حكومتك . كان الاحرى بك ان تنفذ وعدك الاخر الذي اطلقته ابان فوزك في الانتخابات بانك اذا واجهت مشاكل في عملك كرئيس حكومة ستضع المفاتيح وتنسحب كان امامك خيار اخر اعلان انتخابات مبكرة وفيها فليتنافس المتنافسون . المغرب سيعود الى المربع الاول أي قبل خطاب 9 مارس والدستور الجديد وستعود الامور لكي يتحكم بها العفاريت والتماسيح فالازمة الحكومية الحالية ماهي الا مخطط لنسف هذا الائتلاف الحكومي الغير متجانس . بنكيران يعطي لمزوار الان الفرصة ليصير اقوى وربما يفعل اكثر مما فعله سابقا فالرجل يفكر في مصلحته اولا قبل مصالح 30 مليون مغربي . مزوار ومنذ خروجه من الحكومة السابقة وهو يتحين الفرصة للعودة اليها وهاهي جاءت وعلى طبق من ذهب وبعد مفاوضات عسيرة بين الرجلين دامت قرابة الشهرين استطاع فيها مزوار انتزاع 8 حقائب وزارية لحزبه والظفر بحقيبة المالية وحده . لا اعرف لماذا السيد بنكيران متحمس جدا للتحالف مع مزوار وهو الذي قال فيه سابقا مالم يقله مالك في الخمر وكانت بينهما عداوة شديدة وهاهما اليوم كالسمن على الباذنجان الاسود . مزوار قد يكون المسمار الذي يدقه بنكيران في نعش حكومته التي تسير في حقل من الالغام ولم يتركها من يشتغلون خلف الستار ويمسكون بخيوط اللعبة ويحركون بعض السياسيين كالأراجيز لكي يعيدوا قبضتهم الحديدية على الحياة السياسية في المغرب . فسلام على المغرب وسلام على اهله وسلام على الديموقراطية وبه وجب الاعلام والسلام .