أدى الملك محمد السادسوالفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة صلاة الجمعة بجامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي. وألقى خطبة الجمعة الشيخ خليفة الظاهري ..فبعد ان حمد الله عز وجل وأثنى على نعمه تحدث عن خلق الحياء في ديننا الاسلامي ..وقال إن الناس متنوعون في تزودهم من مكارم الأخلاق فهذا متميز في الكرم وذاك في الحلم وآخر في الشجاعة أو الوفاء وكلها أخلاق يحبها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم إلا أن أرسخ أخلاق الإسلام وأرجاها في القرب من الإيمان خلق الحياء ..مشيرا الى ان الحياء من خلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم . واكد ان الإسلام حث على التزام الحياء في نصوص متعددة وبأساليب متنوعة ومن ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل الحياء شعبة من الإيمان فقال "الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان" . وبين خليفة الظاهري ان الحياء طريق المرء إلى الطاعات وسبب لجني الخيرات ومن تحلى بالحياء ارتقى في الإيمان وزاد في الإحسان وسلك طرق الجنان ومن تخلى عن الحياء فقد أساء وظلم وناله الخسران والندم لأن كلا منهما يدعو إلى الخير ويصرف الشر ويبعده فالإيمان يحث المؤمن على فعل الطاعات والحياء يمنع صاحبه من المعاصي والزلات . وأوضح ان الحياء من الله تعالى يتحقق بحفظ الجوارح عما نهى عنه ومن لم يكن له حياء يحجزه عن محارم الله تعالى سهل عليه الوقوع في المعصية ..مشيرا الى ان اصحاب رسول الله صلى عليه وسلم تحلوا بخلق الحياء حتى كان منهم من تستحيي منه الملائكة وهو عثمان بن عفان رضي الله عنه . وأشار خطيب الجمعة الى ان عائشة رضي الله عنها كانت تستحي من عمر بن الخطاب عندما دفن ببيتها بجوار النبي وابوبكر الصديق واردف قائلا " كانت رضي الله عنها تستحي من رجل مسدى في التراب فالحياء من الحي أولى وكذلك ينبغي أن تكون سمة المسلمة في تعاملها بحياء مع الناس جميعا فالحياء حصانة للمسلمة وحصن للمسلم من المعاصي فمن استحيا من الله عز وجل غض بصره وحفظ جوارحه وعف لسانه وطهر قلبه وارتقت أخلاقه وسما تعامله مع الناس. وقال ان الحياء من أجمع شعب الإيمان فإذا تحلى الإنسان بالحياء من الله تعالى الذي يراه ويسمعه ويعلم ما يكنه حرص على فعل الواجبات والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات وإذا استحيا من الناس لم يواجههم بما يكرهون وإذا استحيا من نفسه حاسبها على ما يصدر منها من الأقوال والأفعال فإن فعل ذلك فهو نقي المعدن زكي النفس حي الضمير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما كان الحياء في شيء إلا زانه ولا كان الفحش في شيء إلا شانه" .