حققت العلاقات المغربية الخليجية تقدما جديدا باتفاق المشاركين في الملتقى الرابع للاستثمار الخليجي المغربي على تشكيل لجنة مشتركة لدراسة التوصيات ومتابعتها، وتوفير أرضية عمل مناسبة للملتقيات القادمة. وأوصى المشاركون في الملتقى -الذي عقد الجمعة والسبت الماضيين بمدينة الدارالبيضاء- بتفعيل الاتفاقيات الموقعة بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة فيما يتعلق بتبادل الخبرات وتأهيل الموارد البشرية، وتلك المتعلقة باقتصاد المعرفة والابتكار. وجاء في "بيان الدارالبيضاء الاقتصادي" -الذي تضمن أبرز توصيات الملتقى- التأكيد على فتح المجال أمام دول الخليج للاستفادة من الخبرات المغربية المتواجدة بالدول المتقدمة، والدعوة لإنشاء بنك أعمال لدعم مشاريع الشباب في المغرب والخليج، بما ينعكس إيجاباً على التعاون الاقتصادي والاستثماري في المشروعات الصغيرة والمتوسطة. وأعلن المنظمون عن قيام مجموعات استثمارية مغربية وسعودية بتأسيس شركة للاستثمار الزراعي، وعن قيام مشروعات أخرى عقارية ومشروع مجمع استشفائي سياحي بالمغرب. كما أعلنت إحدى الشركات الخليجية المختصة في الإعلام عزمها إطلاق مشروع مدينة إعلامية في المغرب، بالنظر إلى كونه -حسب البيان- "منطقة مستقرة تتوفر على الخبرات والموارد القادرة على إنجاح مثل هذه المبادرة". تكامل وتعاون ورأى الأمين العام لمنظمة الخليج للاستشارات الصناعية عبد العزيز بن حمد العقيل إن توصيات هذا الملتقى الاستثماري تخدم هدف التكامل والتعاون الخليجي المغربي الذي سيعزز الوحدة العربية. وأضاف بن حمد العقيل في تصريح للجزيرة نت أن وفرة اليد العاملة بالمغرب وامتلاكه الأرض الخصبة يمكّنان من تحقيق بعض المشاريع المشتركة المتعلقة أساسا بالصناعة والزراعة. من جانبها قالت عضوة مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة بالبحرين أحلام يوسف عثمان جناحي إن أكثر المشاركين شدّدوا على مطلب إنشاء صندوق خليجي مغربي لدعم المؤسسات المشاريع الصغيرة والمتوسطة الخليجية المغربية. واعتبرت أحلام في حديث للجزيرة نت أن من أبرز نتائج الملتقى تشكيل اللجنة المشتركة المغربية الخليجية التي ينتظر أن تباشر مهامها قريبا في أفق عقد الملتقى الخامس عام 2015، مشيرة إلى إمكانية أن تنفذ دول مجلس التعاون الخليجي إلى أفريقيا عبر استثمارات ناجحة في المغرب، تتعلق أساسا بمجال العقار وتأسيس بنوك وشركات مشتركة. عوائق وتفاؤل بدوره عبّر رئيس مجلس الأعمال السعودي التونسي عضو اللجنة التنفيذية بمجلس الأعمال السعودي المغربي سليمان إبراهيم العيري عن تفاؤل الخليجيين بتعهدات رئيس الحكومة المغربية الذي قال في افتتاح الملتقى إنه "مستعدّ لبحث العوائق التي تقف أمام الاستثمار الخليجي في المغرب عبد الإله بنكيران ". وفي هذا السياق أوضح رئيس الملتقى الاستثمار الخليجي المغربي محمد آيت بوسلهام أن إنشاء مجلس أعمال خليجي مغربي مشترك سيُمكن من تتبع المشروعات ودراسة كل المعوقات التي تواجه الاستثمار. وكشف بوسلهام للجزيرة نت أن اتحاد غرف مجلس التعاون الخليجي يدرس مع المملكة المغربية إمكانية إقامة منطقة صناعية خليجية في الدارالبيضاء، فضلا عن دراسة الفرص الاستثمارية في مجالات الطاقة والتمويل. وعلى مدار يومين بحث المشاركون في الملتقى مختلف الفرص التي من شأنها فتح آفاق الاستثمار والشراكة بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي في مجالات الصناعة والسياحة والزراعة والأمن الغذائي، والعقار والموارد البشرية والبحث العلمي والنقل والطاقة والمعادن. * الجزيرة