دعا الكاتب الفلسطيني مصطفى اللداوي الحركات الإسلامية التي اعتلت سدة الحكم في عدد من الدول بعد الربيع العربي إلى ضرورة إشراك الفاعلين الآخرين في الحكم، على الرغم من الانتقاد الشديد الذي وجهه للأحزاب ذات المرجعات غير الأسلامية، قائلا إنالتوافق مع أكبر شريحة من الفاعلين السياسيين يخدم المصالح العليا للبلاد العربية، خصوصا خلال مرحلة البناء الديمقراطي. وأضاف اللداوي، خلال حديثه أمام شبيبة العدالة والتنمية في ندوة ناقشت الحركات الإسلامية بين المعارضة والحكم، أن إشراك الأحزاب غير الإسلامية، خصوصا في السنوات الأولى لوصول الإسلاميين للسلطة يمكنها من إسناد بعض المهام والقضايا التي وصفها ب"القذرة" إلى هاته الأحزاب، والتي يصعب على الإسلاميين القيام بها، دون أن يسوق أمثلة على ذل. وشن الممثل السابق لحركة حماس في سوريا ولبنان هجوما قويا على الأحزاب والحركات القومية واليسارية والليبرالية في الوطن العربي، والتي قال إن عدد أعضاء بعضها لا يستطيع ملء حافلة، واصفا الأحزاب القومية بأنها أول من انقلب على الربيع العربي، لمجرد أنهم لا يقبلون أن يصل الإسلاميون إلى الحكم، ويرون المكان الطبيعي لهؤلاء في المحاكم والسجون، وساق مثال المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية المصرية حمدين صباحي، الذي أظهر تأييدا مطلقا للانقلاب العسكري. واسترسل المعتقل السابق 9 مرات في سجون الاحتلال في الدفاع عن الإسلاميين بالقول إن الأخرين يتهمون التيارات الإسلامية بأنها لا تحترم الديمقراطية، والحقيقة أنه لا يوجد أكثر ديمقراطية من الإسلاميين في العالم العربي، وأضاف أن الإسلاميون وحدهم بين الأحزاب من ينتخب قيادتهم وهياكلهم ديمقراطيا، ولا يوجد حزب يساري أو قومي يقوم بذلك، وفي المغرب حتى الوزراء انتخبوا من داخل الحزب بواسطة آليات ديمقراطية. ودعا اللداوي الإسلاميين إلى عدم الخوف من التعددية، مؤكدا أن الأحزاب والتيارات الإسلامية كانت موجودة وقوية قبل الربيع العربي، عبر الشارع والنقابات والجامعات وغيرها، وهي مستمرة في وجودها بعد الثورات العربية بزخم أكبر. ولم يجد الحضور بدا من التفاعل مع الكلمة القوية للقيادي الحمساوي بمقاطعته عدة مرات عبر رفع شعارات من قبيل: الشعب يريد تحرير فلسطين، و ع القدس رايحين شهداء بالميادين وغيرها.