ندد رئيس حركة التوحيد والإصلاح، محمد الحمداوي بما يجري على يد الجيش والشرطة المصريين من تقتيل للنساء والرجال والأطفال، معتبرا أن سلطات الانقلاب العسكري مرت إلى التقتيل المباشر بعدما لم تفلح حملات التشويه الإعلامي والاعتقالات في النيل من عزم المؤيدين للشرعية. وقال الحمداوي، في تصريح ل"الرأي"، أن قرار الانقلابيين بالانتقال إلى مستوى آخر من التقتيل المباشر دليل على أن كل الوسائل التي اعتمدوها فيما سبق لفرض خيارهم باءت بالفشل، وخاصة عندما بدؤوا يلحظون كل يوم أطرافا محايدة تلتحق بميدان رابعة العدوية، وخاصة بعد اتخاذ القرار بتعيين المحافظين الجدد 17 منهم لواءات في الجيش أو في الشرطة". وأضاف رئيس حركة التوحيد والإصلاح أنه "حتى المغرر بهم الذين كانوا يحتجون على ما يسمونه خونجة الدولة، اليوم وجدوا أنفسهم أمام عسكرة الدولة". واعتبر القيادي الإسلامي أن لجوء الانقلابيين إلى المذابح "دليل على ارتباكهم"، مشبها هذا الارتباك بذاك الذي يحصل للكيان الصهيوني في تعامله مع غزة، موضحا "حينما يتضايق الكيان الصهيوني من صمود غزة كان يلجأ إلى هذه الأساليب الهمجية"، مشددا على أن ذلك "ليس دليل قوة النظام العسكري الانقلابي في مصر بل هو دليل ضعف وعجز". وأكد الرجل الأول في حركة التوحيد والإصلاح الدعوية أن الانقلابيين "لن يفلحوا إن شاء الله"، موضحا "التقتيل والاعتقال والتشريد لم يفلح مع هذا التيار الأصيل في مصر والأصيل في الأمة"، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين، وقال أن الأنظمة السابقة في مصر "جربت مع أعضاء الجماعة المشانق وتزوير الانتخابات ولم تؤت أكلها، واليوم يحاولون فك الاعتصام بأية وسيلة كانت"، مستدركا "طيب ولنفرض أنهم فضوا الاعتصام، ماذا سيفعلون مع ذلك المواطن المصري البسيط الرافض لهذا الانقلاب"، متسائلا "كيف سيواجه الانقلابيون المسيرات التي خرجت اليوم الأربعاء في المحافظات المصرية، هل سيقتلون الشعب كله؟". وفي تعليقه على الخبر الذي أوردته وكالة الأناضول عن كون الانقلابيين تسلموا اليوم شحنة عسكرية من الكيان الصهيوني، أكد الحمداوي أنه اطلع على هذا الخبر، وأن "التأييد الصهيوني للانقلابيين واضح ليس على مستوى الشحنات فقط بل أيضا على مستوى الموقف الدولي الذي ظل مترددا لمدة معينة، أليس بتدخل من الكيان الصهيوني؟". واستغرب رئيس حركة التوحيد والإصلاح من الموقف المزدوج للدول ومنظمات الحقوقية الدولية، قائلا "عندما يقتل واحد في مكان آخر تتحرك هيئات حقوقية وتكثر البيانات الداعية إلى احترام المواثيق الدولية"، متسائلا "أين هي اليوم هذه الهيئات والنساء والأطفال والرجال يقتلون في مصر؟ وأين هم الليبراليون والمتشدقون بالحداثة والديمقراطية؟ هل وقعوا تفويضا للعسكر بقتل الأبرياء؟".