نفذ الانقلابيون مجزرة رهيبة في حق أنصار الشرعية في القاهرة خلفت سقوط نحو 2200 شهيد وأزيد من 10 آلاف جريح، بحسب مدير المستشفى الميداني ، فيما تحدثت وزارة الصحة عن 95 قتيلا و874 جريحا.ولم يمنع إطلاق الرصاص الحي على المعتصمين من خروج مسيرات حاشدة إلى الميدان، وكل المحافظات المصرية ، وأعلن مؤيدو مرسي البدء في تنفيذ عصيان مدني في محافظات الصعيد، في الوقت الذي شهدت عدد من المدن حصارا لمراكز الشرطة من طرف المحتجين الغاضبين. وعبر المغرب عن تأثره وانزعاجه وتأسفه للخسائر في الأرواح في صفوف المتظاهرين المصريين بالقاهرة. وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، أمس الأربعاء، أن المملكة المغربية تعتبر أن «الحوار وحده الكفيل بأن يقود جميع الأطراف إلى التوصل للتوافقات الضرورية لحل سياسي، لما فيه المصلحة العليا للشعب المصري».محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح، ندد بالمجازر الدموية والمذبحة الجماعية التي اقترفها الانقلابيون، وقال في تصريح ل»التجديد»: «رسالتنا إلى قادة الانقلاب وإلى الذين ساهموا في التفويض للعسكر في قتل الأبرياء?وإلى الذين ساهموا في الدعاية له، هي أنهم بصنائعهم هذه لن يفلحوا بإذن الله في قمع مسار الحرية والكرامة والديمقراطية». من جهته أدان حزب العدالة والتنمية المجزرة التي ارتكبت في حق المعتصمين السلميين في القاهرة ودعا في بيان إلى التراجع عن نهج التقتيل للخروج من الأزمة ومن النفق الذي دخلت فيه مصر. واعتبر أحمد الزايدي رئيس فريق الاتحاد الاشتراكي بمجلس النواب أن ما حصل في مصر شيء مؤسف، وقال في تصريح ل»التجديد»، إن الانقلاب على الشرعية بشكل عام لا يخدم الاستقرار والديمقراطية في مصر كما أن التمادي في التصعيد قد لا يكون الحل الأنجع في مصر.وندد أحمد الهايج رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان باستعمال العنف ضد المعتصمين السلميين في مصر، وقال في تصريح ل»التجديد»، إن ما يحدث في مصر هو استمرار للمنطق الذي حكم الأوضاع في الفترة الأخيرة منذ انقلاب العسكر. بدوره، قال فتح الله أرسلان نائب أمين عام جماعة العدل والإحسان في تصريح ل»التجديد»، إن المجزرة المرتكبة في حق المعتصمين السلميين تتويج للمسلسل الانقلابي المفضوح من طرف العسكر، مضيفا أن ما حصل جاء نتيجة تواطؤ دولي مفضوح.من جهته أدان حسن الكتاني رئيس جمعية البصيرة للتربية والدعوة في تصريح ل»التجديد»، ما وصفه بالهجوم الإجرامي على المعتصمين، واعتبر ذلك آخر مسمار في نعش السيسي، وأضاف أنه متفائل جدا بالمستقبل في مصر رغم الشهداء ورغم الدماء والآهات. كما نددت المبادرة المغربية للدعم والنصرة بالمجزرة ودعت إلى وقفة ت?امنية مع الشعب المصري أمس الأربعاء. وفي الوقت الذي قال فيه عبد الصمد بالكبير إنه لا يعطي المواقف بقدر ما يفسر الظاهرة محملا المسؤولية للطرفين، طلب السفياني من التجديد مهلة لتجميع المعطيات لكن بعد الاتصال به أزيد من مرة ظل هاتفه يرن دون رد. عاشت مصر حالة من الهيجان منذ فجر أمس، عندما بدأت قوات الأمن والجيش بعملية الفض بالقوة لاعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة، الأمر الذي أسفر عن سقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى، وقدر مدير المستشفى الميداني في تصريح صحفي، عدد شهداء القاهرة لوحدها بنحو 2200 شهيد وأزيد من 10 آلاف جريح، فيما قالت وزارة الصحة إن عدد ضحايا التدخل الأمني العنيف بلغ 95 قتيل و874 مصابا. ولم يمنع الرصاص الذي ترمي به القوات الأمنية على أنصار الشرعية من أن تعم البلاد احتجاجات في كل المحافظات، حيث ذكرت وكالات أنباء أن المصريين الغاضبين قاموا بمحاصرة مراكز الشرطة ومبنى المحافظات على طول التراب المصري، ولم يمنع استهداف المتظاهرين المؤيدين للرئيس المنتخب محمد مرسي من طرف قوات الأمن والعسكر من إيقاف فعالياتهم الاحتجاجية الغاضبة، فيما أفادت قناة الجزيرة عن فرار الشرطة وإخلائها لمراكزها بعض المحافظات منها المنيا والفيوم وغيرها. في الوقت الذي بدأ الاعتصام في أكثر من 10 ميادين في القاهرة لوحدها بينها ميدان مصطفى محمود بالجيزة، وذلك ردا على فض اعتصام النهضة بالكامل ومحاولات فض ميدان رابعة العدوية الذي يضم مئات الآلاف من أنصار الشرعية يعتصمون منذ أزيد من 40 يوما. ومباشرة بعد أن عمت الاحتجاجات كل محافظات الجمهورية بعد فض اعتصام ميدان النهضة بالكامل ومحاولة فض اعتصام رابعة العدوية، وما خلف ذلك من سقوط مئات القتلى وآلاف المصابين، أصدرت الرئاسة التي عينها الانقلابيون بعد تنفيذ انقلابه قرارا بفرض حالة الطوارئ في الجمهورية لمدة شهر اعتبارا من عصر أمس، وطالبت الجيش بدعم وزارة الداخلية في فرض حالة الأمن بالبلاد. على صعيد آخر، أعلنت أنصار الشرعية في الصعيد البدء في تنفيذ عصيان مدني شامل ردا على ما جرى في القاهرة، وأغلقت قوات الأمن جسرا رئيسيا يربط مراكز محافظات الصعيد لمنع تدفق مؤيدي مرسي إليها.