قبل حلول الساعة سابعة صباحا، الوقت المعلن عنه لأداء صلاة العيد بسيدي رحال نواحي مدينة مراكش، امتلأت المصلى بأعداد غفيرة من المصلين، بكروا ليشهدوا صلاة العيد وتأدية السنة المؤكدة، رغم حرارة الجو وأشعة الشمس الملتهبة فوق الرؤوس. السابعة صباحا مضت منذ مدة، والإمام حاضر بالمصلى، والصلاة لم تقم بعد، والحاضرون يتساؤل عن سبب هذا التأخر المبالغ فيه، ولعله تساؤل استنكاري معلوم الجواب، فإذا بأصحاب الطرابيش الحمراء ممثلي السلطات المحلية، قد وصلوا للمصلى وحلوا بأماكنهم المحجوزة بالصف الأمامي، ليعلن فورا عن إقامة الصلاة، بعد تأخر تجاوز النصف ساعة، جعلها لهيب الشمس المحرقة تمر كالساعات الطوال. ساكنة البلدة الصغيرة التي تبعد عن مراكش بحوالي 50 كلم، لم يتوقف سخطهم على كيفية تنظيم صلاة العيد وما يشوبها من طابع بروتوكولي يجعلها تتأخر في كثير من الأحيان عند هذا الحد، بل تجاوزه لما كبر الإمام وشرع في تلاوة الفاتحة ناسيا التكبيرات الست التي تلي تكبيرة الإحرام في صلاة العيد، فتعالت الأصوات من خلفه "سبحان الله سبحان الله"، غير أنه لم يعر ذلك اهتماما، ونسي التكبرات الخمس في الركعة الموالية كذلك، مع تكرر نفس السيناريو. وعلق الشاب لحسن، أحد قاطني المدينة المذكورة على الحادث قائلا، "لا أدري أكانت الحرارة التي جلس ينتظر فيها هي السبب أم البرتوكول المتبع في الصلاة هو الذي أربكه".