لست ادري هل اناديك بالسيدة خديجة تيمنا بمن تتسمين باسمها، غير اني اعلم أن ام المؤمنين خديجة براء من الملحدين ووكالين رمضان ومن المجاهرين بالدعوة إلى السفاح والزنى والخيانة الزوجية باسم الحرية الجنسية ومناصري الشذوذ والسحاق باسم حقوق الإنسان، أم اناديك بالسيدة الرويسي لكنني على يقين أن المرحوم عبد الحق الذي رفع هذا الإسم في سماء التضحية والنضال والكفاح يئن في قبره خجلا من تدنيس هذا التاريخ وهذه الذاكرة بالإرتماء في أحضان الإستئصال ثم المرور إلى سرعة قصوى في خدمة أجندات الإنقلاب والإنقلابيين. لكن لا مشاحة في الإسم وسأناديك بالسيدة خديجة الرويسي طالما أن الإسم بريئ من الممارسات المفلسة لحامليه. أعرف أن مقالي هذا لن يحظى بربع الإهتمام الذي حظي به مقالك في وسائل الإعلام وفي المواقع الإلكترونية لأنني لا أملك معشار ما تملكين من نفوذ وسطوة على هذه المواقع بما يدفع البعض تملقا أو تزلفا إلى تقديم خدمة إعلامية مدفوعة الأجر المعنوي او المادي في هذه الغزوة اللفظية، ولأنني لا أملك ما أزود به هذه المواقع من إعلانات ملونة أو نفوذ على المستشهرين لكي أوجه بوصلتهم إلى هذا الموقع أو ذاك، لقاء الخدمات التي تقدم إلي في مثل هذه الخرجة لكني أراهن على ما تبقى من مصداقية، ومن شرف مهني في ممارسة حقي في الرد حسبما يقول بذلك القانون، وأنظر ما ذا يفعل رؤساء ومدراء التحرير بشأن هذا الحق في نشر وجهة نظري في المواقع التي نشرت مقالك. استعير هذا العنوان أعلاه "الرويس واجندة الجهة الرابحة" من صرخة المناضل والحقوقي السيد الصبار ضدك في أعقاب عودتكم من الحسيمة مقرا بحقيقتك وهي انك دائما مع "الجهة الرابحة" وهي شهادة حق في شخصكم ممن يعرفك حق المعرفة والعهدة على الراوي. السيدة خديجة الرويسي، لا يسعني إلا أن أتفهم نوبات الهستيريا، والصرع التي تنتابك كلما اشتد حبل المشنقة على فلول الإستئصال، وبالأخص على صديقك جلاد العهد الجديد الذي تخرجين أنيابك في مواجهة أي رد فعل شعبي على كل كارثة يجر إليها البلاد، لكن ما لا أفهمه هو أن لا تخجلي من نفسك وأنت تستعيدين ماض يتبرأ منك إذا نطق، ومنه سنوات الرصاص وشهداء 81 و84 لان ما ارتكبتم في العشرية الحمراء منذ 2003 انسى المغاربة ماضي الرصاص بحاضر الجمر الذي لم يندمل ولم يجبر كسره بعد، وما زالت مطالب عدم إفلاتكم منه قائمة لا تسقط لا بالتقادم ولا بالربيع العربي الذي طوح بكم على ذاكرة النسيان. مهما زورتي من حقائق ومهما اختلقتي من اكاذيب فيما نقلتيه افتراء على لساني وما نسبتيه تدليسا إلى شخصي وأمعنت في إلصاقه بالهيئة التي أتشرف بالإنتماء إليها، من موقع الخدمة وليس من موقع الزعامة حول جلاد العهد القديم، فلن يبعد عنكم وعن سائر جلادي العهد الجديد مسؤولية ما وضعتم فيه البلاد ومؤسساتها الدستورية من كوارث سواء في عشرية التحكم أو في سنتين من التشويش على تجربة الإصلاح في ظل الإستقرار الآن وفي الوقت ذاته فإن هستيريتك لن تثنيني كما كل الأحرار من قول ما يعتقدونه بخصوص التضحية بكبش فداء حتى وإن كان جلادا قديما، لأن الظلم محرم على الجميع بما فيهم المجرمين الذين يتمتعون بحقهم في المحاكمة العادلة وفي حقوق قضاء ما يستحقون من عقاب في احترام لآدميتهم إلا إذا كنت قد نسيتي ادبيات حقوق الإنسان ولم تكوني امتطيتها للأغراض التي حققتها بوسائل أخرى من بينها التراكتور. رغم نفينا المتكرر للإنتماء للإخوان المسلمين إلا ان إصرارك على رمينا بهذا الشرف النبيل، وطالما انك لا تندرجين عندما ولا حزبك في خانة من يعنينا توضيح مواقفنا وانحيازاتنا الصحيحة، كل ذلك يجعلنا نقول لك أنا مع الإخوان المسلمين وماذا بعد؟ هل الإخوان المسلمين متهمين بالتهم التي تجرونها خلفكم بالأمس واليوم ؟ هل الإخوان المسلمين يمتلكون في رصيدهم الناصع تهمة التواطؤ والتآمر مع الإنقلابيين في انقلابي 70و71 التي عرتكم فيها رسالة المرحوم الفقيه البصرري؟ أم أن الإخوان المسلمون متهمون بحمل السلاح على دولتهم كما حصل معكم في وقائع متكررة منها أحداث 73، أم أن تهمة الإخوان المسلمون هي الإستئصال الذي استأسدتم به على بلادكم طيلة العشرية الحمراء إلى ان قض الربيع العربي احلامكم أو بالأحرى الكوابيس التي كنتم تكتمون بها انفاس الشعب المغربي وأحراره يوم كان جلادوكم يتصرفون في مفاصل الدولة والأجهزة ويسب سفاؤكم مسؤولي الدولة في استغلال للثقة التي لا يستحقوونها. أظن أن تهمة الإخوان المسلمون في زمن الربيع وفي زمن الثورة المستمرة في مصر هي الشرف وهي الشهامة وهي الرجولة، ولو ان المرحوم عبد الحق الرويسي ما زال حيا لا أظنه يتأخر في الانتماء إليهم، أو على الأقل الإنخراط في تحالفهم ضد حكم العسكر وفاء للقيم التي من أجلها ضحى، خاصة إذا اطلع على الحال التي وصل إليها من يتاجرون بدمه وباسمه في سوق نخاسة الإستئصال والتحكم. أنا لا يعنيني صراعك الشخصي مع الجلاد القديم الذي جرى التضحية به ليواري سوأة الجلاد الجديد الذي جن جنونك في الدفاع عنه، لسبب بسيط هو أنه صراع بين جلادين قديم وجديد ولكنك لم تعودي حقوقية تجعل كل فاعل حقوقي في موقع التضامن معه منذ ارتضيت ركوب الجرار وترك رطوبة الزنازين ودربالة المنفيين التي يرتديه او يرتاده من ابتلي بحب الشعب على إيقاع الشعار المبدع الذي انتجه تراث تضعينه اليوم تحت قدمك ووراء ظهرك. نعم أدرك أن مثل هؤلاء الجلادين بما حازوه من خبرة في ممارسة الإستبداد هم من منعكم من إرساء دعائم مشروعكم الإستئصالي الدموي المسمى زورا "بالمشروع المجتمعي الحداثي الديمقراطي"، وهم من منع فاشيتكم من ان تستحكم على كل القطاعات الحيوية، بعد أن دانت لكم بالطاعة صنوف شتى من الأجهزة والإعلام والأحزاب والرقاب، وجعلوا فرائسكم ترتعد كلما فكرتم في الإقتراب ناحية بعض المجالات حسب ما تناقلته وسائل إعلام وألسن كثيرة في وقته، وذلك خلال جولاتكم الجماعية المكوكية في الصحراء او في تجاوزكم للحدود المسموح بها لمعالجة فضيحتكم بمخيم إكديميزيك. الخلاصة يااستاذة خديجة الرويسي هي أنكم بصفتكم جلادي العهد الجديد لم تختلفوا عن جلادي العهد القديم سوى في نقص الخبرة وووفرة التنطع و"السنطيحة" التي جعلتكم ترتكبون أفدح الأخطاء وتدفع بكم إلى ترك الخراب والمصائب أينما حللتم وارتحلتم وفي اي ملف تضعون فيه أيديكم المخضبة بالقمع ولأنهم يشكلون "سلفية امنية"مع الإعتذار للناطق الرسمي باسمكم السيد رشيد نيني على هذه السرقة الفكرية لهذا المسطلحبينما انتم تشكلون اليوم "خلفية أمنوية" في فهمكم وممارستكم الخفية والظاهرة مهما وضعتم من مساحيق التجميل الحزبي ومهما ارتديتم من اقنعة مدنية او حقوقية مزيفة. في حقيقة التعاطف مع الجلاد ومعنى الوفاء للأصدقاء مهما يكون كذبكم فلن يصدقكم أحد على ما ادعيت من أن "الهلالي عبر عن أسفيه لإقالة صديقه بنهاشم. ومهما اوليتم لموقفي الرافض لكبش الفداء ايا يكن على أنه تعاطف وصداقة ووفاء فلن تستطييعي خداع احد لان الجميع جرب عليكم الكذب والغش والتزوير ولأنك لم تكوني أمينة في نقل النص قبل ان تعلقي عليه وهو قولي من باب ما تكرر تقرر أنني "لأول مرة اجدني متعاطفا ولو بشكل مؤقت مع جلاد قديم تمت التضحية به ليواري سوءة اخيه الجلاد الجديد. وتعاطفي طبعا لا يلغي حتمية عدم إفلاته من العقاب" . وأضفت أن "المغاربة بحسهم الفطري وحاستهم السادسة أدركوا أن المذنب في ما جرى في ملف شرف الطفولة وشرف المغاربة بدون شك يوجد في القصر ويحظى بمكانة خاصة هي التي تكون في الغالب مصدر الكسل والإهمال والتقصير إن لم يكن أشياء أخرى". ودعوتك وحزبك بالكف عن ممارسة "التمسرح الذي يقوم به حزبه الفلولي فهو يزيد من تنكية الجراح لا أقل ولا أكثر" وذلك ضمن تفاعلي مع شطحاتكم الحزبية التي حاولتم بها بغباء تنزيل أجندة لون من الصحافة الفرنسية يدفعها التنافس غير الشريف أو الغيرة مع نظيراتها الإسبانية عندما اختارت الأولى صرف الأنظار عن رواية الباييس إلى الحكومة تحت ذريعة ترك الملكية وحدها في العاصفة ونحن نعلم انه لو قامت الحكومة بغير ما قامت به على النحو الذي قامت به لتحركتم وقلتم ان الحكومة تحشر نفسها في ما لا يعنيها وغيرها من السمفونيات المشروخة. وقد ختمت تغريدتي القصيرة بالقول أنه "قد تكون التضحية بجلاد بلغ من العمر عتيا فتوى ذكية مؤقتا لكن الخطورة فيها هي أنها تمارس تدليسا متعمد ضد المؤسسات ". وهي القناعة ذاتها التي شاطرني بشأنها عدد لا يستهان به من الكتاب والساسة والحقوقيون والمحتجون وأصحاب الرأي الحر والتعليق التعاليق. أما تشكيكي في تحميل المسؤولية لبنهاشم بخصوص اتخاذ قرار العفو عن دانييل فما زال قائما وصحيحا ومشكلتكم هي أنني لم اعد وحدي في هذا التشكيك بل أصبح شبه إجماع على هذا الإستفهام العريض في ضوء توالي روايات الإعلام المهني داخليا وخارجيا، وبدليل ما صدر ويصدر من ردود فعل متواصلة وهاهي جرائد وطنية ومنها الإتحاد الإشتراكي تطالب هي الأخرى بتعميق البحث في الموضوع حتى بعد صدور القرار، بل وهو عين الموقف الذي صرح به الحقوقيون الفعليون الذين لم يبدلوا ولم يغيروا وعلى رأسهم وعلى رأسهم السيد عبد الحميد امين وعموم شباب الحراك الشبابي بمختلف مكوناته. وقد أضفت إلى جريمة التشكيك هاته قولي "لقد اثبت المغاربة أنه بقدر الإحترام والتقدير الذي يكنونه لمؤسساتهم الدستورية بقدر رفضهم لأن يمارس خطأ باسمها خاصة إذا تعلق الأمر بالنظام القيمي والأخلاقي الذي يسمو على ما سواه من الإنظمة الإجتماعية الأخرى، لذلك ما زال المسؤولون عن صياغة البلاغات أو المتشددون منهم على وجه الدقة يسعون فقط إلى ربح الوقت ويزجون بمصدر ثقتهم في أتون الحرج والإحراج .فما ذا بعد ؟ إنني اكرر الفقرة الأخيرة التي يبدو أنها المسؤولة مباشرة عن نوبة الهتيريا التي انتابتك وهي أن "قرار واحد ينتظره المغاربة منذ مطلع الربيع العربي هو إبعاد الرجل المستقوي المعروف من اي مسؤولية عمومية بل ومحاكمته على ازيد من 14 سنة من الفشل المركب والإساءة إلى مصدر ثقته والإحراجات المتكررة للملك والملكية. فزوري وحوري الكلام كما شئت فانت معذورة على كل حال خاصة عندما تنتابك هذه النوبات التي رفعت من وتيرة زيارتها المتكررة إليك "الله يسحن العوان" . قرار الإقالة واللجوء إلى القضاء السيدة خديجة كان بودي ان اعرف وجه التناقض بين أن أعبر عن رأي بخصوص ما جرى وبين التوجه القضاء وأريد أن أقول لك أن الفكرة ليست "بطالة" وهي من صميم الممارسة الديمقراطية ودولة الحق والقانون غير ان ما يضيق من هذه الممارسة هو المشروع السياسي الذي تحملونه في الجناح الحزبي للدولة العميقة والذي يرفع الطلب على النظام السلطوي وعلى منظومة الإستبداد فهل تستكثرين على الناس اللجوء إلى القضاء لمخاصمة قرارات في جوهرها ذات طبيعة تنفيذية بالمعيار المادي ايا كانت الجهة الصادرة عنها، لكن ما أاكده لك هو أنه عندما اقتنع بجدوى اللجوء إلى القضاء في قضايا من هذا النوع فلن أجد أفضل من الطعن في قرار تنصيب من راكم الفاشل المركب على مدى 14 سنة ويفتقد لأي مؤهل علمي او خبرة عملية في مسؤولية على قدر من الأهمية والخطورة كالتي يشغلها بدون استحقاق أو كفاءة من تدافعين عنه باسنانك، ثم في مقام ثاني سوف اطعن فيما يصدر عنه من تصرفات بسبب الوضعية غير القانونية للصفة التي يتصرف بها في قضايا من اختصاص هيئات أخرى منظمة بمقتضى الدستور والقانون أي وفي صفة وأهلية قيامه بما يقوم به بدون سند. الرويسي وعقدة الإخوان المسلمين لم يجف قلم نائبك في البيت الذي غابت عنه الحكمة منذ انقلابك على قيم التضامن والنضال السيد عصيد في ترويجه باتهامنا بتهمة الشرف الذي لا ندعيه حتى أعادت السيدة الرويسي ما تظن أنه جريمة مكتملة الأركان مضيفة إليها بعض البهارات من قبيل السرية والعالمية لكن الجميع يعرف أن السيدة الرويسي هي سليلة العمل السري وسليلة العنف البروليتاري في منظمة إلى الأمام السرية وخلاياها النائمة والمستيقظة وألويتها الحمراء الممية وفروعها المحلية شبه العسكرية أو شبه المدنية المتسربة إلى مفاصل الدولة العميقة وأجهزتها المعلومة أو إلى مواقع النفوذ والسلطوية في الإعلام وبعض أجهزة القضاء والإدارة الترابية والمجلس الدستوري والمجالس والهيئات التي يبدوا أنها فصلت على مقاس من أيقن ان لا مكان له في المؤسسات المنتخبة . فأنتم سادة العمل السري وسدنة العنف وحمل السلاح في وجه الدولة، ومنكم تعلم المتطرفون العدمية الفكرية والسياسية والحدية والإطلاقية، وإليكم تحمل المسؤولية السياسية والمعنوية عن مخططات الانفصال ومشاريع رهن البلاد في الصراعات التي بلغت حد التآمر والمشاركة في الانقلابات العسكرية ماضيا وفقا لرسالة محمد الفقيه البصري ثم تبريرها ودعمها حاضرا كما جاء في بيانكم البئيس عقب انقلاب العسكر في مصر عن الشرعية الديمقراطية. نعم انا مع الإخوان المسلمون لكنك انت مع "الإخوان المفلسون" من النخبة المتعبة المتهافتة المتأمركة والتي فقدت ثقتها بمشروعها وتيقنت من نبد الشعب لها فاختارت اقصر طريق إلى التسلق الطبقي وامتطت الجرار لتدك حصون الفكر اليساري وقيم النضال الاجتماعي والحقوقي وتنغمس في الممارسات اليمينية الشوفينية حد ممارسة الاستئصال وتسويغ الانقلاب. المصرنة والتونسة رمتني بدائها وانسلت بدون حياء ترميني السيدة الرويسي بتهمة السعي إلى مصرنة المغرب وتونسته وتتغافلين عما قمتم به أنت وحزبك الفلولي بقيادة عراب التونسة والبنعلة في نسختها الأصلية للمصرنة خلال عشرية التحكم والإستبداد عندما استوليتم في غفلة من الجميع على اجهزة الدولة العميقة عبر خلق حزبكم وبلطجة الحياة السياسية وابتزاز المسؤولين في الدولة والإدارة الترابية لدفع النخب والأعيان إلى الإنتماء القصري لهذا المخلوق الحزبي الذي لم تعرف الحياة السياسية والحزبية المعاصرة نموذجا مثله غلا في مصر مبارك وتونس بنعلي حيث حصدتم في سبق ديمقراطي غير معهود على أكبر فريق نيابي في مجلس نواب لم تشاركوا في انتخاباته. وإذا كانت المصرنة التي تتهمينني بها تحيل إلى الصمود الأسطوري السلمي في اكبر اعتصام ولأطول مدة وفي احلك ظرف وتقديم أكبر فاتورة في ذلك في لائحة الشهداء والمصابين دفاعا عن الديمقراطية ورفضا للانقلاب على الإرادة الشعبية وصيانة للشرعية الدستورية والحكم المدني فهي تهمة يشرفني حملها تاجا على رأسي، بينما المصرنة والتونسة التي اخترتم عن طواعية الدفاع عنها ولم يتهمك أحد بها فهي البلطجة والفلولية والانقلاب العسكري والاستئصال للمخالفين واستغلال القضاء والرموز الوطنية في الكسب السياسي والإنتخابي غير المشروع فمن منا يخجل من تهمته ومن يتشرف بها لنترك الجواب لذكاء المنصفين. يكفي الإخوان المسلمون شرفا وعزة وشهامة أنهم فرسان ميادين الصمود والممانعة في مقارعة عسكرة الحياة المدنية وفي مقاومة سلمية لعمليات بلطجة الإعلام والقضاء والجيوش واختطاف النخب ويكفيهم عزة وكرامة أنهم في معسكر التضحية والكفاح وخصومهم في معسكر القتلة والجلادين، يكفيهم شرفا أنهم يودعون بالوغاريد قوافل الشهداء من خيرة القادة والأطر ويكفي خصومهم ذلة وخسة أنهم يكدسون لوائح مجرمي الحرب بمتهمين ججددا ويكثفون لوائح قطعان الجلادين بالسماء الجديدة ويكفيهم شرفا أنهم يثرون الأدب الشعبي بالشعارات والهتافات المبدعة والألحان الشجية بينما يبدع خصومهم في إغناء قاموس الكراهية والعنصرية والشتيمة للمصريين والسوريين والفلسطينيين في قنوات الدجل وإعلام الفلول. يكفيهم شرفا وعزة أنهم يخطون باجتهادهم العلمي وتنزيلاتهم العملية فقها سياسيا إسلاميا جديدا للثورة والتثوير الهادئ السلمي وفقها للحرية وفلسفة جديدة للحياة العزيزة والكرامة في زمن العولمة في وقت ينظر فيه خصومهم للانقلابات العسكرية وللوظائف الجديدة للعسكر بوصفهم "حماة للديمقراطية" وللبلطجة السياسية كمدرسة جديدة "للنيويسارية المتوحشة". أن يكونوا إخوانا مسلمين فذلك سببا كافيا في أن اكون معهم وأن يكونوا إسلاميين فهو سبب مجز لأنحاز إلى صفهم أما ان يكونوا وسطيين معتدلين وسلميين فذلك سببا لأشرف بمعيتهم أما ان يكونوا ديمقراطيين ومناهضين للتحالف العسكري الأتوقراطي فهو ما يشرفني ان اكون معهم واعتبر معركتي معركتهم ومصيري الديمقراطي مرتبط بمصيرهم . قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داوود والترمذي " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " . فهل تفصحين عن سبب انحيازك إلى "الإخوان المفلسون" من المتياسرين المرتمين في أحضان السلطوية والاستئصال والمنظرين للانقلاب العسكري، هل نأمن جانبكم بعد أن دعمتم الانقلاب وأغريتم به من ان تكرروا ما سبق ان تورطتم به مع افقير حسبما أكده قريب سابق منكم وليس خصمكم وهو السيد محمد الفقيه البصري رحمه الله. ألم يكن المنقلب هو اشد الرجال قربا من الملك الراحل ورجل ثقته وكبير مستشاريه نعم اننا نخشى على بلادنا منكم ومن مشروعكم ومن مبالغاتكم في التملق ومبالغاتكم في إظهار الطاعة. إذا كان وصفي لمن أقيل بالجلاد القديم الذي لا يحول تعاطفي المؤقت معه من إفلاته من العقاب ترينه وفاء وصداقة فأبشري سوف اجرعك من هذا النوع من الوفاء الذي تستحقين وسوف يكون الوفاء الذي يقض مضجعك كلما زارتك توبة الهستيريا التي تفقدك صوابك وتخرجك عن طوع الحكمة التي تتقمصينها. تستشهدين بمفاهيم من قبيل اليمقراطية والحداثة وتنسين انك انقلبت على كل هذه القيم يوم ارتضيت أن تكوني قطعة غيار في ماكينة الاستئصال المخزني فقط لكي تحققي ما عجزت عن تحقيقه بالعمل الديمقراطي الشعبي ومن مواقع الانحياز لقيم اليسار وقيم التضامن وقيم الإنسانية التي ناضل من أجلها المرحوم اخوك وتخونينها اليوم في كل تصرف من تصرفاك من موقع الحزب الفلولي الذي تشغلين باسمه مقعدا هو في النهاية ريع سياسي اكثر من استحقاقا نضاليا وثقة شعبية. فتنعمي بالمنصب البرلماني وبالأجرة والتعويضات المجزية والسفريات المتكررة التي لم تصلي إليها باسم اليسار أو باسم أفكار من قبيل بناء الأداة الثورة تحت هدير نيران العدو" التي كنتم تحشون بها عقول الشباب لكي تمتطوا ظهره في ما بعد للظفر بما ظفرتم به. لم يعد مشروعا لكم ان تتحدثوا باسم اليسار وقرصنة قيمه طالما أنكم رضيتم بتأيس مخلوق حزبي فلولي هو الفرع المحلي للتنظيم السري الفلولي العالمي الذي يضرب في عمليات مرتدة في مصر بالانقلاب وفي تونس بالاغتيال وفي المغرب بالتشويش وبالزج بالملكية في المآمرات والإحراجات والدسائس. تتحدثين بدون حياء عن الدعم الذي تلقيناه من الجلاد القديم لكن الدعم الحقيقي الذي كنا نتلقاه يوم كنتم تقتسمون كعكة الإنصاف والمصالحة وتفصلون المواقع لحملة السلاح السابقين في وجه الدولة هو تهشيم العظام وتكسير الأسنان في ما عرف بحرب الجامعات وحرب الشواطئ والدعم الذي تلقيناه في زمنكم بوصفكم الجلاد الجديد يوم كنتم تحكمون قبضتكم على مفاصل الدولة في أكبر عملية "لقعدنة الدولة" من "القاعديين" هو لوائح المرشحين منا للتغييب في السجون حتى لا نفسد عليكم التنعم في مواقع السلطوية والاستبداد وقد شرعتم في مخططكم الذي سميتموه "مشروعا مجتمعيا ديمقراطيا حداثيا" باعتقال السيد جامع المعتصم. قبل ان يهد الربيع العربي احلامكم بل الكوابيس التي كنتم تعدونها ضد الشعب المغربي انتقاما منه لقاء رفضه تزكية مآمراتكم. الرويس ومرجعية ضحر الإستعمار تتحدثين عن محاربة الاستعمار وتقفزين على حقائق تاريخية راسخة فهل المرجعية البلانكية هي التي كانت وقودا في تحريض الوطنين في معارك دحر الاستعمار ام القرآن والسنة وخطابات العلماء الصادقين هل التيار الماركسي هو من عبأ الفلاحين والطلبة والعمال في مواجهة قطعان المعمرين ام التيار السلفي الذي نكلتم بموجته الثالثة ونلتم وسام الجلاد في اقتياد الآلاف منه إلى السجون وممارسة التعذيب إلى غاية إزهاق الروح حسب ما تناقلته تقارير حقوقية وإعلامية لحالات تستوجب التحقيق والتقصي لمعرفة ملابسات موتها بعيدا عن الرواية الوحيدة المكرسة خارج الرأي والرأي الآخر. الرويس وقمع المتظاهرين "قتل الميت والمشي في جنازته" وبخصوص قمع المتظاهرين نريدك أن تكفين عن اللعب على الحبلين فهذا العبد الضعيف كان من أوائل من ندد بهذا القمع وأول من ألقى باللائمة على رئاسة الحكومة بصفتها مسؤولة سياسيا على تصرف اجهزة تقع دستوريا تحت ولايتها لكن وبعد ما تناقلتها الصحف من غضب رئاسة الحكومة ونفي وزير الداخلية من أن يكون مصدرا لتعليمات ذلكم القمع وإعلان وزير العدل عن فتح تحقيق لتحديد المسؤولية في تعنيف المحتجين سلميا، بعد هذا نريدكم ان تكفوا عن هذه الازدواجية المقيتة لأن الجميع يعرف أنكم تحكمون بواسطة اجهزة الدولة العميقة وألاعيبكم لم تعد خفية في تأجيج قمع الاحتجاجات الشعبية وتوريط أجهزة الأمن في هذه الممارسات ولذلك فإذا كنت قد حملت المسؤولية السياسية لرئاسة الحكمة لعدم تمكنها من لجم "السلفية الأمنية" أو "الخلفية الأمنوية" التي يقودها رجالاتكم في الأجهزة المعلومة فإنني أحمل المسؤولية الجنائية والقانونية لجلادي العهد الجديد ممن يتصرفون بدون موجب قانوني في الأجهزة التي تصر على العمل بعيدا عن توجهات الدستور وقرارات الحكومة. وفي ختام هذه النقطة ليس غريبا ان تعتزوا بولي نعمتكم الذي نقلكم من الهامش إلى مربع السلطوية وقادكم على متن جرار من مواقع النسيان إلى الأضواء الكاشفة تحت قبة البرلمانات والمسؤوليات والمجالس والهيئات. الرويسي من ضحية لسنوات الرصاص إلى جلاد لحاضر التحكم وأخيرا آتي إلى اسئلتكم التي تكررينها بعنجهية غير معهودة إلا في من لا يملك ذاكرة ولا تاريخ سوى الإقتيات على ذاكرة غيره . في سنة 1981 و1984 لم نكن ندفع الشباب إلى حتفهم تحت دبابات الجلاد لكن قادتنا وشيوخنا كانوا يقتسمون اوقاتهم بين الزنازين بتهم باطلة وبين الجولات المكوكية لانتشال الشباب من اديلويجا الغلو الديني والعدمية السياسية التي زرعتم جيناتها ووصلتنا عدواها منكم. في هذه السنوات وإلى غاية بداية التسعينيات كان قادتنا وشيوخنا يقارعون الحجة بمثلها في اكبر عملية مراجعات للفكر والمنهج واخصب عملية اجتهاد معرفي وتجديد فكري دونما ضغط من ترهيب ولا طمع في ترغيب بل بدافع الإحساس بالمسؤولية وقياما بالشهادة على امتنا وشعبنا وأداء للواجب عملا بقوله صلى الله عليه وسلم "الدين النصحية... الحديث" وهو ما اثمر هذه الأدبيات وهذه الأطروحات التي حولت اجتهاداتنا إلى قبلة ينتظر أكثر من طرف نتائجها على الأرض وبها ننال هذا القسط من عدائكم وافتراسكم رغم انكم لم تخفوا إعجابكم بها وبعمقها المنهجي فبادرتم على استنساخها من خلال تأسيسكم لحركة وحزب ونسيج جمعوي في أكبر عملية نقل لا يقوم به حتى تلاميذ الصف الإبتدائي لكن مصير الغش في افمتحان هو الرسوب المحتوم لسبب واحد هو داء فقدان المصداقية ووقيروز نقص النزاهة. لكن أريد ان اقول لك ما قاله الشاعر ليس الفتى من يقول كان ابي ولكن الفتى من يقول ها أنا ذا والعبرة ليست بالبدايات ولكن العبرة بالخواتيم. نعم كنتم مناضلين وكنتم مضحين ومكافحين لكن كان وأخواتها على حد تعبير الأديب الشاوي فعل ماض ناقص. فقد ضحيتم ولكنكم قبضتم مقابلا لهذه التضحيات تعويضات مجزية ومناصب لم تكونوا تحلمون بربعها وضدا على منطق التاريخ والجغرافيا إذ في عز سقوطكم الإديلوجي والسياسي والقيمي تصلون إلى هذه المواقع وهذا الهيلمان مما حير عتاة المحللين . فأنتم تمنون على الوطن تضحيات قدمها بعضكم لكن انتهى الأمر بالمتأخرين منكم إلى تجار بهذه الدماء وهذه التضحيات لينهب اكثر ويقبض اكثر إلى درجة أن من نالته "تخنزيرة" مقدم جاء يقدم الملفت الضخمة امام الهيئة التي كنتم فيها الخصم والحكم ليقبض اكثر وقليل من اكتفى بالاعتراف وبالتعويض الرمزي كما يفعل الكبار والمناضلون الحقيقيون وليس محترفي النضال الذي يصبح مع الجهة الرابحة كما هو شأنك وشأن آخرين من أمثالك. وإذا كنت تسألينني عن سنوات الرصاص وعن موقف شيوخي في وقت كانوا مشغولين بالخروج من محنة تنظيمية وسياسيا اوقعهم فيها من حاول ضرب عصفورين بحجرة واحدة التخلص من معارض شرس هو المرحوم عمر بن جلون واستئصال حركة اجتماعية وسياسية صاعدة هي الحركة الإسلامية فإنني اسئلك بدوري أين اختفيت في حاضر الرصاص وليس ماضيه اين كنت عندما اقتيد أزيد من 7 آلاف سلفي إلى السجون وأين كنت عندما شردت عشرات اآلاف من الأسر وأين كنت في العشرية الدموية التي استغلها حزبكم وعرابكم للدفع بالمغرب إلى اتون الإسئصال والسلطوية والتحكم أين كنتم عندما كان السجان يعبث بالمناطق الحميمية للسجناء اين كنتم عندما عادت وسائل التعذيب بالقرعة وبغيرها اين كنتم عندما كان السجناء يسقطون قتلى تحت سياط التعذيب ولم يعرف حقيقتهم أحد إلى اليوم؟ ألا يستحق هؤلاء هيئة للإنصاف والمصالحة الا يستحقون جبرا للضرر ألا يستحقون الاعتذار؟ طبع الجواب تعرفينه لأن الجلاد اليوم ليس هو جلاد الأمس بل ضحية الأمس ممن قبض ثمن تضحيته هو الذي بدل المواقع والأدوار ومارس افظع مما مورس عليه ولذلك نلتم وسام الجلاد الجديد جلاد العهد الجديد . لقد اعجبني تعليق الفنان الكومدي المشهور على طريقة تدبير البحث عن الحقيقة في قضية اغتيال ومصير جثة المرحوم بنبركة وهو يتهم من يضع جثة بن بركة في القمطر لكي يخرجها للابتزاز كلما أراد ان يقبض أكثر في الوقت الذي كان في موقع من يضع البحث والتقصي على سكته الحقيقية لو توفرت الإرادة لمعرفة حقيقته وعلى نفس المنوال تجري المتاجرة الخسيسة بدم المرحوم عمر بن جلون وقد قالت المحاكم كلمتها في الموضوع جنائيا والكلمة السياسية والتاريخية شان البحث العلمي والتاريخي النزيه وليس شانك على كل حال كما انه كان بوسع ثلاث وزراء من حزب وأصدقاء المرحوم تعاقبوا على وزارة العدل ان يعيدوا فتح الملف قضائيا او سياسيا إذا كانوا غير مقتنعين بأحكام القضاء لكن ان تستمروا في إشهار هذه القضية في كل مماحكة سياسية التي تعرفون الضحية والجلاد فيها فهذا محض ابتزاز لم يعد ينطلي على احد. وكيفما كان الحال سأختم هذه المساجلة بالترحم على المناضل عبد الحق الرويسي الذي بسبب إسمه تنالين هذه الحظوة لكن إن لم تستحيي من دمه فافعلي ما شئت على طريق الإستئصال والإنقلاب والفلولية. اما تهجماتك على إنسان اسمه الهلالي فلن تجني منه سوى الفضح على رءوس الأشهاد ولن اكون مسؤولا عن نوبة الهستيريا التي قد تصيبك من كلمة اقولها أو تعليق أغرد به على مواقع التواصل الاجتماعي ولن نرضى عن الحقيقة كاملة بخصوص العفو عن البيدوفل حتى وإن كان رأس من تفتخرون بما اسداه إليكم من خدمة إستئصالية . وإن عدتم عدنا