تبدو لحظة سوريالية "مثخنة" بالجراح والإحراج تلك التي عاش على إيقاعها المشهد السياسي المغربي بمناسبة الدخول البرلماني ! فبعيد دقائق على الخطاب التوجيهي للملك الذي طالب البرلمانيين بالابتعاد عن "صخب الأسواق" من "كشف للبطون" وسب "للملة والدين" ولعب للورق !!! تحولت "القبة الموقرة" البرلمان، إلى بر لا أمان فيه، بعد أن تحول اجتماع المعارضة إلى "تعاضدية للأنياب" ، تبادل فيها "الرجل القوي" في حزب الميزان و"رجاله الأشاوس "السب والشتم واللكم واللطم مع احد مستشاري " حزب الجرار " ، إذ لولا الإجراءات الأمنية المشددة لاستلت السيوف والخناجر من تحت "السلاهم" ولحولت الدماء الحمراء القانية الجلابيب البيضاء الناصعة إلى ما يشبه راية اليابان . هذه الصور "الزاهية" لممثلي الشعب /الشغب جالت المعمور وتناقلتها الشاشات البيضاء والزرقاء ، جاعلة منا "فراجة" بين يدي الشقيق والصديق قبل الحاقد والحاسد ، بينما ظل الألم يعتصر قلب كل " ذي قلب " على هذا الوطن وهو يشاهد بأم عينيه "ذبح الأخلاق" وتهاوي القيم في "بورصة السياسية " التي تحولت إلى " سوق للنخاسة" . إن حادث الجمعة – والجمعة كبيرة عند الله – لا ينبغي أن يسجل كحادث عارض قابل للتجاوز، بل سلوكا اعتياديا درج عليه بعض "ڤيدورات السياسة" للانقضاض والتنكيل بالمناوئين ، مكرسين "ثقافة سياسة" تعتبر السياسة كالجزارة لا يفلح فيها إلا من يحسن "الذبح والسلخ" !! أمام هذا الانسلاخ والتهاوي وأمام كل هذا "الانحطاط المأساوي " كنا ولا زلنا ننتظر فتح مساءلة سياسية وقانونية لا سيما في التهم الموجة إلى "عمدة فاس" ببيع "مدينة فاس". لكن ألا يجدر قبل هذه المساءلة -التي لن تتم- مساءلة كل من يبيع صوته، لفائدة برلمانيين من هذه الشاكلة ! ألا يعني بيع الصوت ليس "بيع فاس" وحدها بل مساهمة في "بيع الوطن" !!؟