الحمد لله الذي يزحزح من دار الفناء الى دار البقاء، المنزل لعباده النذير من السماء، جاعل الخلق يوم لقائه كل سواء ،والصلاة والسلام على نبيه محمد، المحذر من منقلب البوار ،والداعي الى دار الجنةو المنذر من سبل النار ،أما بعد فان الموت كتاب الله على كل خلقه ،وان أعظم مصيبة في الدنيا مصاب المؤمن في أهله وأحبته ومفارقته أخلاءه ،فليجتهد مجتهد الى يومه النازل به وليعد القرى لضيوف قبره ،ولقد بلغني جهد عظيم وعمني أسى كبير وركبني هم شديد بنزول نجم هاويا بين بقاع الأرض الخالية وجوانبها الموحشة وأقفارها المترامية ، فرأيت من تخفيف الرزية وتهوين المصيبة رثاؤه بمراثي العرب ،عل لوعة الفراق يذهب حرها وتنطفئ جمرتها ،فلقد عرفه أبناء الأمة معرضا عن مجامع النفاق والبهتان ،موليا ظهره لحانات الكذب، وفيا لخلق الناصح الأمين فعاش صامت اللسان مؤدبا بالقلم والجنان فانا لله وإنا إليه راجعون : نزلت بالشرق قبل كل رزية ومصاب المغرب الأدب فقدانا أمهدي ماللمنايا عم صمتها وتكلمت فيها للناس عيانا جل بالناس خطب أنت صاحبه أيضم الثرى من كان عنانا ولقد عرفناك للجبال منازعا منكسا للواء الظلم الذي كانا ياكاتب الغيب وملقي ستاره كالصبح مسفرا للخلق سفرانا إني عرفتك بيننا ضوءا لامعا ما نال حاسد من ضياه ألوانا فصف المنون وكيف وجدتها ؟ واكتب الحق لمن كان حيرانا واكتب عن منزل نزلت به وابسط مغيبا له الرحمان زانا كتب الحياة زيفها متزايل وكتاب الآخرة قد نفى بهتانا أمهدي إني بفقدك متولع هل في الدنا من يوليك مكانا ؟ خطط الأقلام للرؤساء عبادة ومدادك كان للحق صوانا هذه القدس تبكيك مهمهمة من سوى المهدي للهوية صانا ؟ حفظ الإسلام لما بقيت له وأصابه الطعن بك فقدانا يالدور العروبة من يلملمها ؟ أجساد العرب صارت بها جثمانا كسدت سوق العلم بمصابكم مال للعقول بعدك عجمانا؟ ماذا يقوم أبناءا أنت أبوهم ؟ كيف للنساء عن الغي رجعانا ؟ عجزت ادارك الغيب كل آلة ونثرته للناس دررا وجمانا مال للساسة كأن بها قارعة ؟ ما بالها لم تصغ فيك بيانا؟ أرى الجهال فد نالوا حظوظهم وأهل العلم من الجد سلبانا إني رثيتك وهو خير صنيعتي عجزت رجلي أن تراك عيانا فاليوم عندي ليوم مصيبة ياليتني قدرت فوفيت بيانا فالناس في الدنيا غاد ورائح والمبلي من وافاه الله جنانا