هي خدمة اعتاد عليها الناس في مختلف أرجاء العالم. ووصلت أخيرا الى الصومال، حيث أصبح بإمكان السكان لأول مرة سحب المال من ماكينة صرف آلي وضعت في العاصمة مقديشو. ووضع الماكينة "بنك سلام الصومالي" الذي يعمل في البلاد منذ العام 2009. وتقدم الماكينة الدولار الأميركي عُملة التداول المفضّلة، نظراً لضعف قيمة الشلن الصومالي. وتمكن خدمة الصرف الآلي العملاء من السحب باستخدام بطاقات الائتمان "فيزا" و"ماستركارد" وأميركان اكسبرس". وقال أحد عملاء البنك عبد الشكور محمد بعد أن سحب من الماكينة "إنها فرصة طيبة أن يُتاح للصوماليين الصرف الآلي في مقديشو لأنه كان من الصعب للغاية سحب المال من (بطاقات) "ماستركارد" و"فيزا" وهذا يُظهر أن بلدنا يتقدم يوماً بعد يوم". واختفت البنوك التجارية من الصومال في أوائل تسعينات القرن الماضي عندما دخلت البلاد في حرب أهلية استمرت نحو 20 عاماً، ثم تشهد الآن تمرّد متشددين إسلاميين.. وتعمل الدولة الافريقية التي يقطنها عشرة ملايين نسمة حالياً على بناء نفسها من العدم. ويعتمد نحو 40 في المئة من الأسر الصومالية على تحويلات العاملين في دول أخرى. وشركات تحويل الأموال العالمية مثل "وسترن يونيون" و"موني غرام" لا تغطي أغلب أرجاء الصومال. ويترك ذلك السوق لشركات الخدمات المالية غير الرسمية والتي تقدم خدمة أرخص، لتصبح الوسيط بين البنوك الأجنبية التي تحول المال وبين المستقبلين له داخل البلاد. وتقديم "بنك سلام الصومالي" لخدمة الصرف الآلي في الصومال، يعدّ إشارة على أن الاقتصاد بدأ يتشكل ببطء، وهناك خطط لنشر المزيد من ماكينات الصرف الآلي في أرجاء البلاد. وقال مدير عام البنك محمد أولو "طرحنا هذا الماكينات في الصومال لأن هناك احتياج كبير لها، والصوماليون يحتاجونها، ونعتزم وضع المزيد من الماكينات في جميع أرجاء الصومال في الأشهر القليلة المقبلة". وعلى الرغم من ذلك، يقول أولو إن البنك "على ثقة من أن الوقت قد حان لتوسيع أعماله". وأضاف "لا توجد تحديات كبيرة الآن، وقمنا بالفعل بتقييم جميع الأوضاع الأمنية المتعلقة ببنك سلام الصومالي وهذه الخدمات، وأدعو الله أن تسير الأمور بسلام".