قال الفقيه المقاصدي المغربي، أحمد الريسوني، إن ملوكا وأمراء عرب لعبوا أدوارا وصفها ب"إجرامية قذرة" ضد ثورات الربيع الديمقراطي، التي عرفتها المنطقة العربية سنة 2011، والتي انتهت بإسقاط بعض الحكام المستبدين وأغرقت دولا في أخرى في فوضى التقتيل والتشريد، مؤكدا أنهم "تبنوا وموَّلوا ودعموا بكل ما يستطيعون الثورة المضادة، وكذلك يفعلون إلى الآن". وأوضح الريسوني، في جواب على سؤال: "كيف ترون النتائج التي آلت إليها الثورات بعد 6 سنوات على الربيع العربي، وهل ما زالت هذه النتائج غير نهائية؟"، في حوار أجراه معه موقع "إضاءات"، أنه "ليس في التاريخ شيء نهائي، وإنما فيه تدافع وسجال، ومد وجزر، وكمون وانفجار، هذا بصفة عامة"، أما بخصوص الحراك الثوري الاحتجاجي الذي شهدته الدول العربية قبل ست سنوات، والذي سمي بالربيع العربي، فأكد المتحدث أن تفاعلاته ما زالت حية ومتحركة بدرجات وتعبيرات متفاوتة. فهو مشتعل وحامي الوطيس في سوريا وليبيا واليمن، وهو في حالة غليان واحتقان شديد في مصر، وهو هادئ نوعًا ما في تونس والمغرب، وهو كامن أو مؤجل في دول أخرى كالجزائر والسعودية". وتابع الفقيه المقاصدي بالقول إنه "من دون شك فالدول التي تحولت الأحداث فيها إلى صراع مسلح أو حرب أهلية أصبحت تعيش حالة مأساوية مظلمة. ومع ذلك فدوام الحال من المحال"، معتبرا أن "الحالات الأشد مأساوية في دول الثورات العربية هي تلك التي تحركت فيها الجيوش والميليشيات النظامية وأجهزة القمع المختلفة، لتنقض على الحراك الشعبي السلمي الأعزل بأسلحتها ودمويتها… فكان ما كان من انقلاب وعسكرة وصراعات مسلحة". وفي سياق متصل، اعتبر أحمد الريسوني أن طريق الإصلاح السلمي المتدرج هو "الأقل كلفة والأفضل مردودية، وهو الذي تتوق إليه الشعوب العربية ولا ترضى به بديلا متى أتيح لها"، مشددا على أن الانفجارات الشعبية الاجتماعية والسياسية "لا تقع إلا عند انسداد الأفق وانعدام الأمل"، لافتا الانتباه إلى أن هذه الانفجارات الثورية الاحتجاجية هي "عادة ردود فعل غير مدروسة ولا معقلنة، هي تعبير عن شدة الظلم وعن حالة الاختناق، فلا يمكننا محاسبتها ولا مؤاخذتها. بل يحاسب ويؤاخذ الذين بيدهم القرار والتدبير والإمساك بزمام الأمور". وأما التيارات الإصلاحية المتبصرة، يقول الريسوني، "فواجبها الاستمرار – بصبر وأناة وإصرار – في شق طرق الإصلاح السلمي والتدافع السلمي، وتوعية الشعوب بحقوقها وواجباتها، ودفعها للانخراط والإسهام في هذه الطرق والمسارات".