هل عاش المغرب هذا الصيف عطلة سياسية ؟ يبدو أن لا شيء يؤكد ذلك . فالصيف هذا العام لم يكن رتيبا أو جامدا كسابقه ، بل جاء ساخنا، صاخبا، ضاجا بالأحداث الثقيلة منها والخفيفة . فالملك رمى الحجر في بركة السياسيين مرتين في يوليوز وغشت عبر خطابين مفعمين بكثير من السؤال والقلق والتفاؤل ...أما عطلته في شمال المملكة فقد تحولت إلى حدث سياسي شد اهتمام العالم بعد حادث اعتراض الحرس الاسباني لقاربه قرب سبتة ! مما كاد يفجر أزمة دبلوماسية مع جارتنا الأيبيرية ! أما رئيس حكومتنا فظل طيلة الصيف في رحلات كوكبية "يشق الأفاق"، من واشنطن إلى اسطنبول، ومن أمريكا إلى الأناضول، بينما لم ينعم بنكيران بالراحة "بين الويدان" إلا أياما . بينما اختار نبيل بن عبد الله "زعيم شيوعي المملكة" "عطلة تحت القصف" بالأراضي الفلسطينية غير بعيد عن غزة، التي تجاوب مع دماء شهداءها المغاربة بدموعهم وابتهالاتهم في أكثر من مسيرة ، في أكثر من مدينة وقرية . بالمقابل عاشت مدن وقرى وشواطئ و مداشر على إيقاع المواسم والمهرجانات ، التي شهدت "نشاطا" لسماسرة وتجار الانتخابات على إيقاع الولائم . وفي الصيف التي تحتفي فيه النسوة ب "قفاطينهن" اكتسى "جلباب نبيلة بن كيران في مريكان" دلالة سياسية وإعلامية ربما تجاوزت كل دلالات زيارة زوجها لبلاد "العم سام ". رغم هذا وذاك ، تظل العطلة في بلدنا السعيد بنيوية في ظل حياة سياسية تتقلب بين "سياسة المواسم " و"مواسم السياسة "، حيث تتعطل الممارسة السياسية على عتبات دكاكين حزبية ، مازالت إقفالها صدئة، حيث لا تدب فيها "الحركة " إلا عند اقتراب "موسم جني الأصوات"